اعتبرت الصحف الفرنسية، اليوم الخميس، أن المناظرة التلفزيونية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية، مارين لوبن التي تمثل اليمين المتطرف، وإيمانويل ماكرون، التي جرت مساء أمس الأربعاء، اتسمت ب"عنف غير معهود"، وذلك قبل ثلاثة أيام من إجراء الدورة الثانية الحاسمة لهذه الانتخابات، المقررة يوم الأحد المقبل. وهكذا، كتبت صحيفة "لو فيغارو"، على صفحتها الأولى، أن ماكرون ولوبن تواجها "في مناظرة عنيفة بشكل غير معهود لم تكن غالبا في المستوى المطلوب ولم ترق إلى حوار على مستوى الرهان". وأضافت، في افتتاحيتها، أنه "من الصعب وصف الشجار الذي دار مساء أمس بأنه مناظرة". من جهتها، ذكرت صحيفة "لوموند"، على موقعها الالكتروني، أن "النقاش كان قاسيا وعنيفا من البداية حتى النهاية". من جانبها، قالت صحيفة (لو باريزيان) "لم نشهد يوما مناظرة تنظم بين الدورتين بهذا العنف"، مشيرة الى "أننا ما نزال لا نعلم شيئا عن جوهر البرامج". أما صحيفة (ليبيراسيون) فكتبت "هناك أمور كثيرة يمكن قولها عن مشاريع إيمانويل ماكرون لكن ليس بهذا الأسلوب. ليس باستخدام المدفعية الثقيلة التي تفتح النار عشوائيا على الهدف نفسه". بدورها، اعتبرت صحيفة (ميدي ليبر) أنها "إحدى المواجهات التلفزيونية الاكثر عنفا وفوضوية"، في حين تحدثت (ريبوبليكان لوران) عن "معركة قاسية لم يكن ينقصها سوى قفازات الملاكمة". وكان المرشحان، اللذان يتبنيان برنامجين متناقضين، فماكرون ليبرالي وموال لأوروبا، فيما لوبن مناهضة للهجرة وأوروبا، استهلا مناظرتهما، التي تابعها ملايين المشاهدين، بهجمات متبادلة شديدة، حيث قالت مرشحة اليمين المتطرف "إن ماكرون هو مرشح العولمة المتوحشة والهشاشة والوحشية الاجتماعية وحرب الجميع ضد الجميع والتخريب الاقتصادي الذي يطاول خصوصا مجموعاتنا الكبرى وتجزئة فرنسا من جانب المصالح الاقتصادية الكبرى". وقالت لماكرون "إن الأمن والإرهاب مشكلة رئيسية غائبة تماما عن مشروعك"، مضيفة "ليس لديك مشروع، وفضلا عن ذلك ت بدي تساهلا مع الأصولية الإسلامية". واعتبرت أن منافسها "يقوده فرنسوا هولاند"، مذكرة بأنه كان مشاركا في الحكومة الاشتراكية للرئيس المنتهية ولايته "والذي لا يتمتع بشعبية". ورد ماكرون أن "استراتيجيتك هي ترداد أكاذيب"، مضيفا "إن ك وريثة نظام يزدهر على غضب الفرنسيين منذ عقود"، و أن "فرنسا ليست بلدا منغلقا . أنا مرشح فرنسا القوية داخل قارة أوروبية توف ر الحماية". وتابع ماكرون "معها (لوبن) سنخرج من منطقة اليورو وأوروبا"، في حين أظهرت الاستطلاعات أن غالبية الفرنسيين ترفض التخلي عن العملة الأوروبية الموحدة. واتهم ماكرون لوبن ب"جلب الحرب الأهلية الى البلاد"، قائلا "أنت تجلبين الحرب الأهلية الى البلاد (...) مكافحة الإرهابيين لا تعني في أي حال من الأحوال الوقوع في فخ الحرب الأهلية"، مضيفا "هذا هو الفخ الذي ينصبه لنا الإرهابيون". واعتبر ماكرون أن الإرهابيين يأملون في فوز لوبن التي اتهمت في المقابل خصمها ب"التساهل مع الأصولية الإسلامية". وخاض ماكرون في تفاصيل مشروعه لمكافحة الإرهاب الذي يمر عبر جهد استخباري وتعزيز للتعاون الأوروبي. وقال للوبن "ما تقترحينه هو مثل العادة (شيء) وهمي". وأوضح "تقومين بمكافحة الارهاب على منابر التلفزيون، لكن في كل مرة تكون هناك اصلاحات مقترحة في البرلمان الاوروبي لا تصوتين لصالحها". وهاجم وزير الاقتصاد السابق منافسته متهما اياها بإطلاق الوعود من دون القدرة على تمويلها، وقال "ليس هناك من تمويل سحري. لم تشرحي كيف تخف ضين البطالة، أنت لا تقترحين شيئا ". وتناولت المناظرة، التي استمرت ساعتين ونيفا، بحضور صحافيين اثنين طرحا الأسئلة، أربعة عناوين كبرى، هي الاقتصاد والإرهاب والتربية وأوروبا. وأظهر استطلاع شمل عينة من المشاهدين عقب المناظرة، أن 63 في المائة يعتبرون أن ماكرون بدا الأكثر إقناعا، في مقابل 34 في المائة للوبن.