انصب اهتمام الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية على المفاوضات بين الديمقراطيين والجمهوريين لتفادي إغلاق حكومي فيدرالي مكلف، علاوة على النزاع بين الولاياتالمتحدةوكندا بخصوص الخشب اللين. وهكذا، كتبت (واشنطن بوست) أن إدارة ترامب مارست ضغوطا كبيرة على قيادة الحزب الجمهوري في الكونغرس والتهديد بإغلاق حكومي فيدرالي محتمل من أجل الحصول على تمويلات لبناء جدار فاصل بين الولاياتالمتحدة والمكسيك. وأكدت الصحيفة أن الجدار الحدودي يشكل أولوية مطلقة للبيت الأبيض مع اقتراب 100 يوم من الرئاسة، مشيرة إلى أن الرئيس ترامب يعتزم إدراج تمويل هذا المشروع الكبير في الميزانية قبل 28 أبريل الجاري. ولاحظت اليومية أن الجهود التي تبذلها إدارة ترامب لتسريع عملية بناء الجدار المثير للجدل تعكس سباقا ضد الساعة داخل الإدارة لوضع اللمسات الأخيرة على إطلاق الأشغال، حتى لو كانت تحمل في طياتها مخاطر سياسية كبيرة، مضيفة أن هذا ما يفسر إحباط البيت الأبيض إزاء المأزق السياسي الحالي بمبنى الكابيتول. وفي السياق ذاته، اعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الخلافات حول تدابير الإنفاق على المدى القصير قد استخدمت لفترة طويلة من قبل الجمهوريين والديمقراطيين كوسيلة لتدبير الصراعات السياسية الأكثر تعقيدا، مشيرة إلى أنه مع هيمة الجمهوريين على الكونغرس وقيادة ترامب للبيت الأبيض فإن أي "ظاهرة طبيعية في السياسة الأمريكية يمكن أن تصبح أزمة كبرى". وتابعت أن زعماء الكونغرس بالحزبين كانوا يسيرون على ما يبدو نحو التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية، موضحة أن الرئيس ترامب أفسد كل شيء بإصراره على إدراج تمويل الجدار الفاصل بالحدود المكسيكية. ووفقا لصحيفة (نيويورك تايمز)، فإن قاطن البيت الأبيض لين موقفه من خلال تأكيد عزمه الحصول على أموال إضافية لتعزيز أمن الحدود، وتخصيص جزء بسيط منها لتمويل الجدار. من جهة أخرى، كتبت يومية (ذو هيل) أن الولاياتالمتحدة ستفرض رسوما جمركية بنسبة 20 في المئة على واردات الخشب اللين من كندا، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بمرحلة جديدة في نزاع تجاري طويل الأمد بين البلدين الجارين. وأوضحت اليومية، التي يصدرها الكونغرس، أن منتجي الخشب اللين بالولاياتالمتحدة طالبوا وزارة التجارة في نونبر الماضي، خلال عهد الرئيس أوباما، بالتحقيق في ما اسموه بدعم غير مبرر لمنافسيهم الكنديين. وفي كندا، كتبت (لوجورنال دو مونريال) أن الحكومة الكندية ردت بسرعة وبشدة على قرار واشنطن فرض رسوم تعويضية على الخشب اللين القادم من كندا، مشيرة إلى أن رد الفعل صدر عن وزيري الموارد الطبيعية، جيم كار، والشؤون الخارجية، كريستيا فريلاند، اللذين أكدا أن حكومة أوتاوا لا توافق على قرار وزارة التجارة الأمريكية فرض رسوم عقابية وغير عادلةوأوضحت الصحيفة أن الوزيرين شددا في بيان مشترك على أن الاتهامات لا تستند لأي أساس، مضيفين أن أوتاوا "ستدافع بقوة عن مصالح الصناعة الكندية من الخشب اللين، ولو باللجوء إلى القضاء". ومن جهتها، أبرزت يومية (لا بريس) أن الصادرات الكندية من الخشب اللين نحو الولاياتالمتحدة ستتعرض لضربة قوية من خلال حق تعويضي بقيمة 19.88 في المئة، وفقا لبيان للصناعة الأمريكية. وأضافت الصحيفة أن وزارة التجارة الأمريكية أعطت الحق بشكل مبدئي لصناعة الخشب اللين الأمريكي، باعتبار أن كندا تدعم صناعتها من خلال أنظمة أقاليمها، مشيرة إلى أن آثار ذلك تظل مختلفة بالنسبة لعدد من أكبر الشركات، بالنظر إلى نسبة المساعدة الممنوحة من قبل السلطات الأمريكية. وفي موضوع آخر، ذكرت (لو جورنال دو كيبيك) أن في الوقت الذي تنتقد فيه حكومة كيبيك مشروع قانون حول تقنين القنب الهندي، فإن حكومة أوتاوا تؤكد أنها لم تشارك في فريق عمل المشكل لتحديد الخطوط العريضة المتعلقة بها الموضوع، مضيفة أن مسؤولين بوزارة الصحة الاتحادية أشاروا إلى أن كيبيك رفضت الالتقاء بفريق العمل المكلف بموضوع القنب الهندي خلال مشاوراته. وببنما، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أن الانتخابات التمهيدية بالأحزاب، ما عدا لمنصب رئيس الجمهورية، قد تصبح جزءا من التاريخ بعدما أسقطت التعديلات الانتخابية التي صادقت عليها الجمعية الوطنية مؤخرا إلزامية تنظيمها بالنسبة لكافة المناصب التمثيلية الشعبية، مشيرة إلى أن استمرار هذا التقليد الديمقراطي أصبح الآن رهين إرادة الأحزاب، خاصة وأن تشكيلة سياسية وحيدة من يفرض قانونها الداخلي تنظيم الانتخابات التمهيدية على كافة المستويات. ونقلت الصحيفة عن فاعلين سياسيين أن إسقاط الانتخابات التمهيدية أمر جيد لكونه "سيترك نافذة مفتوحة للأحزاب قد تساعدها على إبرام تحالفات سياسية مع أحزاب أخرى"، بينما يرى آخرون "أن الانتخابات التمهيدية تعتبر الإجراء الأكثر ديمقراطية لاختيار من سيسير الشأن العام المحلي". وفي الخبر الاقتصادي، سجلت صحيفة (بنماأمريكا) أن اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبي (سيبال) خفضت من توقعات النمو ببنما من 5,9 إلى 5,2 في المئة، مبرزة أن هذه التوقعات تأتي في وقت ما زالت فيه المؤشرات الاقتصادية تتراجع مما ينذر باستمرار تباطؤ النمو خلال العام الجاري. أما بالمكسيك، فقد كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن الرئيس إنريكي بينيا نييتو ونظيره البولوني أندرزيج دودا التقيا في القصر الوطني، حيث أكدا على نظرة مستقبلية لإرساء علاقة استراتيجية بين البلدين. وأضافت الصحيفة أن الجانبين جددا التأكيد على الإرادة لتعزيز الحوار السياسي، والدفع بالمبادلات الاقتصادية وتكثيف التعاون الثنائي، مشيرة إلى أنهما عبرا على القناعة بأن التبادل الحر يعد عنصرا أساسيا يساعد الاقتصادات على خلق أفضل فرص للشغل، وتحديث التكنولوجيا وزيادة قدراتها التصديرية. ومن جانبها، أبرزت (ال يونيفرسال) أن حزب (مورينا) سحب الترشيح إلى رئاسة بلدية تشياباس بولاية فراكروز للنائبة المحلية إيفا كادينا، على إثر بث شريط فيديو يورطها في تلقي "تبرعات مالية" من أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، زعيم الحزب، مضيفة أن اللجنة الوطنية للأمانة والعدالة بمورينا قررت أيضا فصلها بشكل فوري من المجموعة بالكونغرس المحلي بفراكروز.