نفذت الشغيلة الصحية، يوم الأربعاء، إضرابا وطنيا بمختلف المراكز الصحية القروية والجماعية، وكذا المستشفيات الإقليمية والجهوية؛ وذلك استجابة لنداء 5 نقابات صحية مركزية، وكذا البيان الوطني لحركة ممرضات وممرضين من أجل المعادلة؛ وهو الموعد الذي عرف مشاركة فئات أخرى من أطباء وتقنيين وكذا إداريين، ما انعكس سلبا على مصالح المرضى والمواطنين الباحثين عن العلاج، بعدما تحملوا عبء التنقل من جماعات بعيدة. الساعة تشير إلى التاسعة صباحا، حركة غير عادية يعرفها المرفق الاستشفائي الإقليمي أبو قاسم الزهراوي بمدينة وزان.. أفواج من المرضى يقصدون مختلف مصالح المرفق العمومي قصد الخضوع لفحوصات بالأشعة والتحاليل المخبرية، إلا أن مصلحة الاستقبال المنوطة بها خدمتا "راميد" و"الفوترة" ظلت أبوابها مغلقة في وجه قاصديها. وفي الجهة المقابلة تجمهر العشرات من الأطر التمريضية إلى جانب فئات أخرى من الإداريين والتقنيين العاملين بمختلف المراكز الصحية التابعة للمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بوزان، وذلك لتنفيذ اعتصام إنذاري بالموازاة مع الإضراب الوطني للمطالبة بالمعادلة الإدارية والعلمية لدبلوم الدولة في التمريض والاعتراف به كإجازة وطنية، مع إدراج المعنيين بالسلم العاشر وإعادة ترتيبهم في الرتب المناسبة. جواد الهلالي، المنسق الإقليمي لحركة ممرضات وممرضين من أجل المعادلة بوزان، قال في تصريح لهسبريس إن "هذه الخطوة التصعيدية تأتي تنديدا بتجاهل مطالب حركة الممرضين وبالتدخل الهمجي الذي طال الممرضين خلال اعتصامهم أمام مقر وزارة الصحة يومي 6 و7 من أبريل الجاري". واستهجن الممرض المشتغل بالمركز الصحي لمقريصات سياسة وزارة الصحة بخصوص مطالب الممرضين، ونهجها سياسة الآذان الصماء، مشيرا إلى كون الممرضين يمثلون 56 بالمائة من مجموع الشغيلة الصحية، ويقدمون أكثر من 80 بالمائة من الخدمات العلاجية. وأكد العضو في النقابة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، أن نسبة الإضراب بإقليموزان بلغت 95 بالمائة، مجددا اعتذاره للمواطنين جراء تعطل مصالحهم، ومحملا الوزارة الوصية كافة الآثار الجانبية المترتبة عن تعنتها غير المبرر وغير المفهوم، على حد قوله. فاطمة، إحدى المريضات اللواتي صادفتهن هسبريس خلال جولتها بالمرفق الاستشفائي الإقليميلوزان، قالت: "جئت من جماعة زومي إقليموزان، بعدما تعذر علي ولوج المركز الصحي الجماعي بالجماعة ذاتها".. "ما عرفتش علاش مخدموش؟"، تضيف المتحدثة ذاتها متسائلة. في سياق متصل، نظمت الأطر الصحية بإقليم آسا الزاك مسيرة حاشدة وغاضبة بالموازاة مع الإضراب الوطني؛ وذلك انطلاقا من المركز الاستشفائي الإقليمي في اتجاه مقر مندوبية الصحة بآسا، وهو الشكل الاحتجاجي الذي تم خلاله حمل شارات ورفع شعارات منددة بتجاهل مطلب الممرضين. كما ينتظر تنظيم اعتصام إنذاري لمدة 24 ساعة بمقر المندوبية بالإقليم الصحراوي للمملكة، وفق ما أورده مبارك بودني، نائب الكاتب الإقليمي للاتحاد المغربي للشغل بالمدينة ذاتها، في اتصال بهسبريس. أما يونس لبيض، عضو حركة الممرضين بجهة العيون الساقية الحمراء، فاستنكر إقدام إدارة المركز الاستشفائي مولاي الحسن بن المهدي بالعيون على تزوير نسبة الإضراب الوطني بالجهة، من خلال اعتماد 26 بالمائة كنسبة رسمية، مشددا على كونها تجاوزت سقف 80 بالمائة، ومشيرا في الوقت نفسه إلى أن عددا من المصالح تم شلها عن بكرة أبيها، وفق تعبيره. من جانبها أكدت مريم بلمغار، عضو الحركة بفرع فاس، أن نسبة الإضراب بالمركز الاستشفائي الجامعي حسن الثاني بفاس تجاوزت 80 بالمائة. جدير بالذكر أن الإضراب الوطني للممرضين أثر بشكل واضح على سيرورة الخدمات الصحية بكل ربوع المملكة؛ ما خلف موجة استياء وسخط عارمة لدى المرضى ومرافقيهم على حد سواء؛ وهو الاحتقان الذي يسائل وزير الصحة.