في خطاب قوي ألقاه في افتتاح المناظرة التاسعة للفلاحة بمدينة مكناس، التي انطلقت فعالياتها اليوم الاثنين بمدينة مكناس، وتحت تصفيقات حارّة، وجّه الرئيس الغيني ورئيس الاتحاد الإفريقي، ألفا كوندي، رسالة قوية إلى الغرب، مفادها أنّ إفريقيا "لا تريد منه أن يوجّهها أو يفرض عليها إملاءاته". الرئيس الغيني، الذي يحلُّ ضيف شرف على المعرض الوطني للفلاحة بمكناس، ذهب أبعد من ذلك، إذ دعا في كلمته الدول الإفريقية، وخاصة الفرانكفونية منها، إلى قطع "حبل التبعية للغرب"، مضيفا: "على الدول الإفريقية أن ترسم وتحدِّد مستقبلها بنفسها، وتحدد الديمقراطية التي تناسبها، دون إملاءات خارجية". وأشار ألفا كوندي إلى إنّ الديمقراطية تقوم على مبادئ كونيّة، لكنّه شدّد على أنّ إفريقيا بإمكانها أن ترسي دعائم ديمقراطيتها بنفسها، وزاد متسائلا: "لماذا لا يفرض الغرب على الدول الآسيوية إملاءاته في مجال الديمقراطية؟..هذه الدول استطاعت أن تحقق نهضة كبيرة، بينما يفرض علينا نحن إملاءاته". الرئيس الغيني قال في معرض كلمته إنّ القارة الإفريقية لا يمكن أن تحقق التنمية التي تنشدها مجتمعاتها دون صناعة، وزاد: "وهذا يتطلب أن نتحمّل مسؤوليتنا، ونعمل على تحقيق تنميتنا بأنفسنا..الاتحاد الإفريقي حين يعوّل على تمويل الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يتقدم إلى الأمام". وفي هذا الإطار شدّد كوندي على ضرورة التعاون والتضامن بين الدول الإفريقية من أجل توحيد الرؤى والتوجهات، في إطار التعاون جنوب-جنوب، مضيفا: "نريد أن نقول للعالم إنّ إفريقيا اليوم ناضجة، وقادرة على حلّ مشاكلها بنفسها، ولا تريد أن تتدخل الدول العظمى في شؤونها الداخلية". ألفا كوندي شدد على وجوب تجاوز حالات الانقسام، وأشار في هذا الإطار إلى التكهّنات التي سادت إبّان تحضير المغرب للعودة إلى الاتحاد الإفريقي، إذ كان مناوئوه يعتبرون أنّ عودته ستفجّره.. "لكنّ الحاصل أنّ عودة المغرب إلى عائلته الإفريقية ستعزّز قوة ووحدة القارة الإفريقية، بفضل الجهود الدبلوماسية والاقتصادية التي يبذلها"، يقول الرئيس الغيني. من جهة أخرى ثمّن ألفا كوندي الجهود التي يبذلها المغرب لتقوية علاقات التعاون جنوب-جنوب، والعلاقات البينية بين دول القارة الإفريقية، في إطار التنمية المستدامة للقطاع الفلاحي، وكذا الجهود التي يبذلها من أجل ضمان الأمن الغذائي في القارة الإفريقية وعبر العالم.