لا تزال الانتقادات التي توجه إلى سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الجديدة، من لدن قيادات حزبه مستمرة، ولا ينفك أعضاء الأمانة العامة لحزب "المصباح"، القائد للائتلاف الحكومي، يعبرون عن مواقفهم من خلال جدرانهم الفايسبوكية، إذ خرج أخيرا عبد العالي حامي الدين ليعتبر أن "هناك العديد من الأخطاء الفادحة التي تم ارتكابها منذ تعيين العثماني". حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، رقن: "منذ تعيين الدكتور العثماني رئيسا للحكومة الجديدة تم ارتكاب أخطاء فادحة على مستويات مختلفة، وقد ظهرت تداعياتها الموضوعية منذ ليلة الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة". ويرى حامي الدين أن الحكومة الحالية "لم تكن بالمواصفات وبالروح التي انتظرها الناخبون الذين صوّتوا في ظروف صعبة لصالح حزب العدالة والتنمية، مستجيبين بذلك لشعار ولاية ثانية لفائدة عبد الإله بنكيران"، وفق تعبيره. ومنذ الإعلان عن المستوزرين ضمن التشكيلة الحكومية الحالية عمت حالة من التوتر في صفوف أعضاء العدالة والتنمية وصلت إلى حد المطالبة بعقد دورة استثنائية للمجلس الوطني خلال القريب العاجل، كما ساد نقاش طويل؛ وهو الأمر الذي علق عليه حامي الدين بالقول: "النقاش الدائر داخل حزب العدالة والتنمية هو نقاش حيوي مرتبط باختلاف في قراءة معطيات المرحلة الراهنة، وهو نقاش لا يحتمل اعتماد أسلوب التشبيه بين محطات سياسية مختلفة". يذكر أن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المعفى من مهامه، سبق أن أعلن عن مساندة نواب الحزب للحكومة الحالية، قائلا خلال اجتماع الفريقين البرلمانيّين إنه: "لا مجال للحديث عن شيء غير دعم برنامج الحكومة التي يقودها حزبه، بالرغم من تجنبه إعلان الدعم من لدن الأمانة العامة التي يرأسها". فيما أكد عبد الله بووانو أن فريق العدالة والتنمية أداة مهمة للحزب ستشتغل وفقا لما تحدد القيادة، إلا أن حزب "المصباح" تجاهل "مباركة الحكومة الجديدة"، فلم يصدر أيّ رد فعل من لدن الأمانة العامة لحزب "المصباح" الذي يقود الحكومة؛ إلا أن موقف بنكيران من حكومة العثماني كان واضحا.