بعد مخاض عسير استمر ما يناهز ستة أشهر مرّت على انتخابات السابع من أكتوبر 2017، خرجت أخيرا الحكومة المغربية الجديدة إلى حيز الوجود، لتنتهي أزمة ما عرف ب"البلوكاج الحكومي". سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الذي خلف عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وبمجرد تسلمه لقرار التعيين يوم الجمعة 17 مارس المنصرم، عمل على تسريع تشكيل الحكومة، واختار منهج التوافق والتنازل، فوافق سريعا على إدخال حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى الأغلبية الحكومية؛ وهو الشرط الذي كان يرفضه سلفه المعفى، ثم قدّم تنازلات عدة لم تحترم مقترحات الاستوزار التي صادقت عليها الأمانة العامة لحزب "المصباح"، لتتضح معالم كل هذه التنازلات يوم تعيين هذه الحكومة من لدن الملك وبعد أجل لم يتعد تسعة عشر يوما. الحكومة الجديدة حملت مفاجآت كانت صادمة لأعضاء حزب العدالة والتنمية، تمثلت في تولي مصطفى الرميد وزارة دولة مكلفة بحقوق الإنسان مكان وزارة العدل، وفي استوزار محمد حصاد في وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي قادما إليها من وزارة الداخلية، وفي تولي عبد الوافي لفتيت والي الرباط السابق الذي عرف بكونه الخصم اللدود لإخوان بنكيران حقيبة الداخلية. وانقسم المتتبعون والمحللون للشأن السياسي في المغرب إلى فريقين: فريق يعتبر أن هذه الحكومة تمثل ضربة قوية لحزب العدالة والتنمية وتقوية لنفوذ القصر ومؤيديه، وأنها بعيدة كل البعد عن نتائج اقتراع السابع من أكتوبر؛ وفريق آخر يعتبر هذه الحكومة تنزيلا لتوجيهات الملك في خطاب دكار، وأنها تمثل علامة الضمان لتوازن وتوافق سياسي عرفه المغرب منذ استقلاله تفاديا لكل أزمة سياسية يمكن أن تعصف بمكتسباته الديمقراطية. لمناقشة تشكيلة حكومة سعد الدين العثماني ومكوناتها ومدى انسجام تحالفاتها مع نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، ينظم مركز هسبريس للدراسات والإعلام، يومه الاثنين العاشر من أبريل، ندوة يستضيف فيها كلا من الدكتور المعطي منجب، وهو مؤرخ وباحث في العلوم السياسية؛ والدكتور محمد الهاشمي، أستاذ القانون العام بجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة؛ والصحافي والمحلل السياسي محمد الطائع. جدير بالذكر أن متابعة النقاش متاحة بالصوت والصورة على جريدة هسبريس الإلكترونيّة، كما سيتم نقل أطوار الموعد باعتماد "تقنيّة المباشر" على صفحة هسبريس بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و القناة الرسمية لجريدة هسبريس الإلكترونية ب"يوتيوب"؛ وذلك ابتداء من الساعة السادسة من مساء هذا اليوم.