شكلت الغارة الصاروخية الأمريكية ضد القاعدة الجوية السورية، وتعزيز المبادلات التجارية بين الأقاليم الكندية، أبرز اهتمامات الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية. وهكذا، كتبت صحيفة (واشنطن بوست) أن إدارة ترامب دافعت عن ضرباتها "المشروعة" ضد القاعدة الجوية "الشعيرات" ردا على الهجوم الكيماوي ضد مدينة متمردة شمال غرب سورية، مبرزة أن المعركة ضد انتشار الأسلحة الكيماوية ترتبط "بالأمن القومي". وأوضحت اليومية، في هذا الصدد، أن سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، نيكي هالي، حذرت من أن بلادها مستعدة لشن هجمات جديدة ضد نظام بشار الأسد، مشيرة إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية قادرة على إعداد سلسلة من العقوبات الاقتصادية الجديدة ضد الحكومة السورية. وأكدت الصحيفة أن العديد من المنتخبين الأمريكيين بمجلسي النواب والشيوخ دعوا، من جانبهم، إلى تنفيذ رد صارم على الهجوم الكيماوي، والذي ينبغي أن يتضمن تدابير عقابية ضد روسيا، الحليف الرئيسي للنظام السوري، المسؤول وفقا لواشنطن عن الهجوم. وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن قصف القاعدة الجوية السورية قد يسمم العلاقات الروسية الامريكية، ويورط الولاياتالمتحدة في النزاع السوري الدموي، مضيفة أن موسكو قررت تعليق الاتفاق مع واشنطن بشأن الوقاية من الحوادث الجوية في البلاد. وسجلت أن التحول الكبير في موقف الرئيس ترامب وقراره شن هجوم ضد سورية أغضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أدان "عدوانا ضد دولة ذات سيادة". وأشارت اليومية إلى هذا التدخل العسكري المباشر الأول للولايات المتحدة ضد النظام السوري، منذ ست سنوات من الحرب الأهلية، ينبغي أن يفسر على أنه إشارة لروسيا وإلى دول أخرى مثل كوريا الشمالية والصين وإيران، التي كانت للولايات المتحدة خلافات معها مع بداية الفترة الرئاسية. ومن جانبها، كتبت يومية (لو دوفوار) الكندية أن رئيس الوزراء جوستان ترودو أكد يوم الجمعة أن الولاياتالمتحدة أبلغت أوتاوا ساعة قبل تنفيذها لغارة صاروخية ضد سورية، معربا عن دعم بلاده الكامل لتدخل محدود ومحسوب لواشنطن من أجل الحد من قدرة نظام بشار الأسد على تنفيذ مثل هذا الهجوم الكيماوي. وذكرت الصحيفة بأن ترودو وترامب أجريا اتصالا هاتفيا تعهدا خلاله بضرورة التوصل الى "حل سياسي" للأزمة السورية، مشيرة إلى أن ترودو قال أمام مجلس العموم إن كندا ستواصل دعم الجهود الدبلوماسية مع شركائها الدوليين من أجل تسوية هذه الأزمة. أما يومية (لو دوفوار) الكندية، فقد أبرزت أن الولاياتالمتحدةوروسيا تبادلا تحذيرات صارمة غداة الهجوم المباغت للولايات المتحدة ضد قاعدة جوية لنظام بشار الأسد، مشيرة إلى أنه بمجرد استقرار الغبار بالقاعدة العسكرية الشعيرات بسورية، التي استهدفت ب59 من صواريخ توماهوك الأمريكية، انطلقت حرب كلامية. وأوضحت الصحيفة أن هذا التدخل العسكري الأمريكي الأول ضد نظام الأسد منذ بداية الصراع، أي منذ ست سنوات، أغضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يدافع عن الحكومة السورية منذ سنة 2015، والذي بادر إلى إدانة هذا الهجوم "غير القانوني"، مضيفة أن رد السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هالي كان معتدلا، حيث أكدت استعداد بلادها للقيام بالمزيد. على صعيد آخر، ذكرت (وول ستريت جورنال) أن الرئيس ترامب شعر بالقلق إزاء بعض المشاكل داخل البيت الأبيض، ويخطط لإجراء تغييرات كبيرة بفريق عمله. وأوضحت اليومية، نقلا عن عضو بارز بالإدارة الأمريكية، أن الأزمة السورية أقنعت الرئيس الأمريكي بضرورة إجراء مثل هذا التغيير، مضيفة أن من بين الوجوه التي سيتم تغييرها الأمين العام للبيت الابيض، رينس بريبوس. وعلى الصعيد الاقتصادي، أبرزت صحيفة (لا بريس) أن اتفاقية التجارة الحرة الجديدة في كندا، التي كشف النقاب عنها يوم الجمعة في تورونتو، ستمكن من إلغاء الحواجز التجارية الداخلية بين الأقاليم، ومن المتوقع أن تضيف مليارات الدولارات للاقتصاد الكندي. وبعد أن ذكرت بأن الاتفاق الكندي يشمل جميع القطاعات، باستثناء بعض الأشياء المحددة، لاحظت الصحيفة أن المسؤولين السامين وجدوا صعوبة في تحديد مبلغ معين للفوائد الاقتصادية المحتملة التي يمثلها هذا الاتفاق، لكن وزير التنمية الاقتصادية بأونتاريو، براد دوغيد، الذي ترأس المفاوضات، توقع أن يحمل هذا الاتفاق 25 مليار دولار سنويا للاقتصاد الكندي. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أنه بمناسبة اليوم العالمي للصحة، الذي خصص هذا العام لموضوع الاكتئاب، أقر خوصي نارو روبلس، وزير الصحة المكسيكي، بالتحديات التي لازالت تواجه البلاد في مجال رعاية الأمراض النفسية والعقلية، حيث يتم تخصيص 2 في المئة فقط من الموارد الصحية لهذه الأمراض. وأبرزت الصحيفة أن ما لا يقل عن تسعة في المئة من السكان المكسيكيين يعانون من الاكتئاب، وأنه في سنة 2015 قرر 5 آلاف مكسيكي على الأقل الانتحار، مشيرة إلى أن المسؤول الفيدرالي شدد على ضرورة تعزيز الرعاية الصحية الأولية، خاصة على مستوى الصحة العقلية، لأنه "لا يمكننا أن نتوقع من المعهد الوطني للطب النفسي حل المشكلة، حيث لا يملك القدرة". أما صحيفة (إكسلسيور)، فأبرزت أن العملة الوطنية البيزو تقدمت ب0.53 في المئة مقابل العملة الأمريكية، واختتمت عملياتها ب18.66 بيزو للدولار الواحد. وأضافت الصحيفة أن التباين استفاد مع الانتعاش الملاحظ في أسعار النفط بعد الضغط الذي شهدته العملة ليلة الخميس، حيث غلقت عند مستويات قريبة من 18.90 بيزو مقابل الدولار بسبب التوترات السياسية، والإعلان عن هجوم صاروخي أمريكي في سورية.