هل تكون نهاية الرئيس السوري بشار الاسد على ايدي دونالد ترامب هذا السوال هو الذي يتردد اليوم في سوريا بعد ان كسر الرئيس الامريكي الجديد سياسة اوباما وأمر بتوجيه ضربة قوية للاسد في قلب موسسة جيشه وهذا و قال البيت الأبيض أمس الجمعة إن الضربة الجوية التي أمر الرئيس دونالد ترامب بتوجيهها لقاعدة عسكرية سورية تبعث بإشارة قوية للعالم لكنه رفض توضيح هل سيأمر ترامب بالمزيد من الضربات أو الإجراءات ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر للصحافيين في إفادة «اعتقد أن تصرفات الرئيس كانت حاسمة للغاية الليلة الماضية وواضحة بشأن ما يعتقد أنه ينبغي القيام به». وتابع قائلا: «أهم شيء هو أن الرئيس يرى أنه ينبغي للحكومة السورية، نظام الأسد، على الأقل الالتزام باتفاقات أقرتها بعدم استخدام أسلحة كيماوية. أعتقد أنه ينبغي أن يكون ذلك أقل معيار في العالم». وكانت الولاياتالمتحدة شنت ضربات صاروخية ضد النظام السوري، ردا على الهجوم الكيميائي الذي قامت به القوات الموالية لبشار الأسد، حيث أطلقت السفن الحربية الأمريكية، بناء على أوامر من الرئيس الامريكي دونالد ترامب، أكثر من 59 صاروخا من طراز «توماهوك» ضد مطار يقع قرب مدينة حمص، يعتقد بأنه كان منشأ هجوم الغاز، فيما لاقت الغارة الأمريكية ترحيبا عربيا ودوليا. هذا ويبحث الجيش الأمريكي في ما إذا كانت سوريا قد تلقت مساعدة من روسيا في الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون السورية يوم الثلاثاء الماضي . وقال مسؤول في البنتاغون إن الروس لديهم خبرة في مجال الأسلحة الكيميائية. وأضاف أن «روسيا على الأقل فشلت في كبح هذا التصرف». وانتهت جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة التي عقدت بطلب من بوليفيا لمناقشة الضربة الصاروخية التي قامت بها الولاياتالمتحدة ضد المنشآت الجوية السورية مساء أمس بتوقيت نيويورك. وكانت نيكي هيلي، السفيرة الأمريكية ورئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر، رفضت أن تكون الجلسة مغلقة قائلة في بيان وزعته على الصحافة: «على أولئك الذين يريدون أن يدافعوا عن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري أن يفعلوا ذلك في العلن والعالم يسمع». وقد توافد أعضاء المجلس إلى القاعة الساعة الحادية عشرة والنصف بتوقيت نيويورك. وقد تحدث في بداية الجلسة جيفري فيلتمان، وكيل الأمين العام للشؤون السياسية، الذي قدم تقريرا حول التطورات الأخيرة في سوريا بما في ذلك الهجوم بالأسلحة الكيميائية على خان شيخون في منطقة إدلب يوم الرابع من الشهر الحالي، والضربة الصاروخية الأمريكية في ساعات الصباح الأولى بتوقيت دمشق. وأعرب فيلتمان عن الأمل في أن يتحد مجلس الأمن الدولي ويقوم بمسؤوليته المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين، للتحقيق في ادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون في إدلب بسوريا. وقال مخاطبا أعضاء المجلس: «من المهم أن يوجه مجلس الأمن الدولي رسالة جماعية قوية مفادها عدم التسامح مع أي استخدام للأسلحة الكيميائية وأن ذلك سيؤدي إلى العواقب». وشدد الأمين العام على مسؤولية المجتمع الدولي في محاسبة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية، وضمان عدم تكرار استخدامها كأداة في الحروب». وشدد فيلتمان على ضرورة أن تكون حماية المدنيين والمساءلة على رأس أجندة السلم والأمن. وأضاف أن الحماية الحقيقية لن تكفل في سوريا إذا سمح لأطراف الصراع، من الحكومة والمعارضة، بالتصرف بإفلات من العقاب وإذا واصلت الحكومة السورية ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان ضد مواطنيها. وقال: «حماية الشعب السوري تتطلب عملا فوريا، متجذرا في مبادئ الأممالمتحدة والقانون الدولي. ومع أخذ مخاطر التصعيد في الاعتبار ناشد الأمين العام علنا الالتزام بضبط النفس لتفادي أي أعمال قد يمكن أن تعمق معاناة الشعب السوري. ونحث كل الأطراف المنخرطة في العمليات العسكرية على الامتثال للقانون الإنساني الدولي واتخاذ كل التدابير الاحترازية لتجنب وقوع ضحايا من المدنيين والحد من ذلك». وأضاف فيلتمان أن تلك الأحداث تشدد على عدم وجود سبيل لإنهاء الصراع سوى الحل السياسي. ودعا الأطراف إلى تجديد التزامها بتحقيق تقدم في محادثات جنيف. مندوب بوليفيا أدان الضربة العسكرية التي وجهتها الولاياتالمتحدةلسوريا واتهمها بأنها نصبت نفسها قاضيا وحكما وجلادا في نفس الوقت دون تحقيق. فكيف سمحت لنفسها أن تصادر حق المجلس في انتظار نتائج التحقيق المستقلة؟ المندوب الروسي فلاديمير سافرانكوف أدان القصف الجوي الأمريكي على قاعدة الشعيرات السورية، ووصفه بأنه عمل غير قانوني وانتهاك صارخ للقانون الدولي واعتداء على دولة ذات سيادة. وقال: «عواقب ذلك الأمر على السلم والاستقرار الإقليميين قد تكون خطيرة للغاية. كان هذا الهجوم انتهاكا صارخا لمذكرة التفاهم لعام 2015 المتعلقة بمنع وقوع الحوادث وضمان الأمن أثناء عملياتنا في الفضاء الجوي السوري. وقد أوقفت وزارة الدفاع الروسية تعاونها مع البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) وفق هذه المذكرة». وقال إن القوات المسلحة السورية ستبقى المؤسسة الرئيسية لمحاربة الإرهاب في سوريا. وأشار إلى مشروع القرار المقدم من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى مجلس الأمن، وقال إن المشروع قائم على الحكم المسبق بمسؤولية دمشق عن الهجوم على خان شيخون في إدلب. أما السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي فقالت إن آلية التحقيق المشتركة بين الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وجدت بما لا يدع مجالا للشك أن النظام السوري قد استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه مرات عدة. وأضافت: «يوم الثلاثاء شن نظام الأسد هجوما كيميائيا آخر ضد المدنيين مما أدى إلى مقتل رجال ونساء وأطفال أبرياء بأكثر السبل وحشية. فعل الأسد ذلك لاعتقاده بأنه يمكن أن يفلت من العقاب، ونبع اعتقاده من معرفته بأن روسيا ستدعمه. هذا الأمر تغير الليلة الماضية. وكما حذرت يوم الأربعاء، فعندما يفشل المجتمع الدولي مرارا في أداء واجبه في العمل بشكل جماعي، يأتي الوقت الذي تضطر فيه الدول إلى اتخاذ إجراءات خاصة بها». وأكدت أن بلادها لن تقف صامتة عندما تستخدم الأسلحة الكيميائية، وذكرت أن منع انتشار واستخدام تلك الأسلحة يصبان في مصلحة الأمن القومي الأمريكي. وقالت إن القوات الأمريكية دمرت القاعدة الجوية التي كانت مصدر القصف الجوي لهجوم إدلب. وذكرت أن الولاياتالمتحدة مستعدة لفعل المزيد، إلا أنها أبدت الأمل في ألا يكون ذلك ضروريا. وأضافت أن إيران تواصل القيام بدور في سفك دماء الشعب السوري، كما أن الحكومة الروسية تتحمل قدرا كبيرا من المسؤولية كذلك. وذكرت أن العالم ينتظر أن تتصرف روسيا بمسؤولية في سوريا. وقالت إن على النظام السوري وحلفائه التعامل بشكل جدي مع العملية السياسية التي تجريها الأممالمتحدة. وأضافت أن الوقت قد حان لأن توقف جميع الدول المتحضرة الأهوال التي تقع في سوريا، وأن تطالب بالتوصل لحل سياسي. وقد عاد المندوب الروسي ومارس حقه في الرد وطالب رئيسة المجلس أن تحترم دورها كرئيسة وألا توجه إهانات لبلاده وحقها كعضو دائم في المجلس. وتعكس الضربات الصاروخية تصعيدا لطبيعة ودور الولاياتالمتحدة في سوريا. وهو أول هجوم أمريكي مباشر على حكومة الأسد، وقد جاء بعد اتهام النظام بقتل وجرح المئات بينهم نساء وأطفال، في المنطقة التي تسيطر عليها جماعات المعارضة، باستخدام قنابل كيميائية شملت السارين المحظور دوليا. وأوضح مسؤول عسكري كبير أن 59 صاروخا من طراز (توماهوك كروز) قد ضربت مطار الشعيرات، مشيرا إلى أن الصواريخ استهدفت الطائرات المقاتلة السورية والبنية التحتية، وأي شيء يمكن أن يكون له علاقة باستخدام الأسلحة الكيميائية. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الولاياتالمتحدة أخبرت القوات الروسية من خلال قناة الاتصال بالضربات قبل إطلاق الصواريخ، رغم علم الإدارة الأمريكية بأن هذا قد يعني، أيضا، أن الروس قد حذروا نظام الأسد. واستمرت الضربات الأمريكية لمدة 4 دقائق، ووفقا لمسؤول أمريكي فقد تم إطلاق الصواريخ من سفينتين حربيتين تابعتين للبحرية. وردت موسكو بعنف على الضربة الأمريكية، وأعلنت تعليق الاتفاق الرامي لمنع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين في الأجواء السورية. وأعلن الجيش الروسي الجمعة أنه «سيعزز» الدفاعات الجوية السورية بعد الضربة الصاروخية. ورحب الائتلاف السوري المعارض وفصائل مقاتلة بالضربة الأمريكية، ودعا المعارضون إلى استمرار الضربات ضد نظام الأسد. واعتبرت تركيا أن الضربة الصاروخية الأمريكية «إيجابية»، لكن «غير كافية»، ودعت إلى إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا. ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى مواصلة العملية الأمريكية «على المستوى الدولي في إطار الأممالمتحدة إذا أمكن، بحيث نتمكن من المضي حتى النهاية في العقوبات على بشار الأسد، ومنع هذا النظام من استخدام الأسلحة الكيميائية مجددا وسحق شعبه». كما أيدت المانيا واليابان وبريطانيا وكندا والبرلمان الأوروبي وإسرائيل الضربة الأمريكية، وكذلك قطر والسعودية ودول خليجية أخرى والأردن. ودعت الصين إلى «تفادي أي تدهور جديد للوضع» في سوريا، منددة ب»استخدام أي بلد» لأسلحة كيميائية.