مازال الصدام الداخلي متصاعدا بحزب الاستقلال بين تياري حميد شباط، الأمين العام للحزب، وحمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية، ليكون آخر فصوله اعتصام عدد من المنتمين إلى صفوف منظمة الشبيبة الاستقلالية، المنحدرين من مدينة العيون، داخل المقر المركزي للحزب، القريب من ساحة "باب الأحد" بقلب العاصمة الرباط. مصدر مطلع على أوضاع البيت الداخلي ل"حزب الميزان" كشف لهسبريس أن حديثا دار عن إمكانية عقد لقاء صلح بين شباط وولد الرشيد لإخراج الحزب من عنق الزجاجة، لكن ذلك لم يتم بحسبه نظرا لاستمرار عدد من المحسوبين على ولد الرشيد في احتلال المقر المركزي للحزب إلى غاية اجتماع اللجنة التنفيذية، الذي من المرتقب أن ينعقد غدا الثلاثاء. من جهة ثانية، قال منصور المباركي، عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الشبيبة الاستقلالية، إن "اعتصام هؤلاء الشباب في بيتهم الاستقلالي لا علاقة له باجتماع اللجنة التنفيذية، بل يتعلق بشكل أساسي بالبلاغ الذي أصدرته هيئات الحزب وتنظيماته وروابطه المهنية، وما ترتب عنه من اتهامات موجة لهم بالخيانة والولاء للبوليساريو"، مضيفا أن "هذا البلاغ حمل توقيعات أشخاص لا علم لهم به، ولم يوقعوا عليه أصلا"، وفق تعبيره. وشدد المباركي، في تصريح لهسبريس، على أن "أعضاء الحزب بجهة الصحراء مستعدون لفض اعتصامهم ابتداء من اليوم في حالة الاعتذار عن التوصيفات الخطيرة التي جاءت على لسان قياديين في الشبيبة، إضافة إلى إصدار بيان ثان يتم التراجع فيه عما ورد في بلاغ هيئات حزب الميزان، وتنظيماته وروابطه المهنية". إلا أن قياديا في الشبيبة الاستقلالية اعتبر، في تصريح لهسبريس، أن ساحة المقر المركزي للحزب شهدت، مساء أمس الأحد، حوارا بين المعتصمين المحسوبين على تيار ولد الرشيد وأعضاء من المنظمة الشبابية متمسكين بالأمين العام الحالي، مضيفا: "طلب التيار الثاني من الأول إيجاد دليل واحد على الاتهامات الموجهة لكل من الكيحل وخالد الطرابلسي بالتخوين، غير أن المعتصمين لم يجدوا أي شيء يدين المعنيين بالأمر". إومن المرتقب أن ينعقد اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب عشية غد الثلاثاء على صفيح ساخن، في ظل قطع شعرة معاوية بين تياري ولد الرشيد وعبد الصمد قيوح، من جهة، وتيار حميد شباط، من جهة ثانية، بعد أن عصفت الخلافات بآخر اجتماع للجنة ذاتها دون التوصل إلى حل واضح يحسم "كوطا تمثيلية الجهات داخل المجلس الوطني".