تطورات جديدة لازال يفرزها الصراع السياسي داخل حزب الاستقلال، فبعد اجتماع 60 برلمانيا في بيت حمدي ولد الرشيد، وإعلانهم دعم 14 عضوا من اللجنة التنفيذية ضد شباط، دعا ولد الرشيد أمس الى اجتماع أخر في بيته ضم أعضاء اللجنة التنفيذية، بما فيهم كريم غلاب وياسمينة بادو، الذين طردهما شباط، وقرروا مراسلة شباط، الأمين العام، عبر البريد المضمون، لدعوته الى عقد اجتماع للجنة التنفيذية صبيحة غدا الجمعة على الساعة العاشرة صباحا، من أجل مناقشة ترتيبات عقد المؤتمر، ومدى تقدم أشغال اللجنة التحضيرية للمؤتمر. الاجتماع، الذي عقد بعيدا عن مقر الحزب، ترأسه نور الدين مضيان، رئيس الفريق البرلماني بمجلس النواب، وتقرر فيه أيضا توجيه مراسلة الى حسن الشرقاوي، المسؤول عن المقر العام للحزب بباب الحد بالرباط، لتحذيره من الاستمرار في توقيع البلاغات بأمر من شباط. يقول أحد أنصار ولد الرشيد، "نبهناه بأننا قد نتابعه بتهمة التزوير إذا استمر في تحرير بلاغات باسم قيادة الحزب". ويظهر أن شباط تجاهل مراسلة خصومه، ولا يبدو أنه سيعقد اجتماع اللجنة التنفيذية اليوم، وحسب مصدر مقرب منه، فإن الطريقة التي يتصرف بها أنصار حمدي "لا تمت بصلة لتقاليد حزب الاستقلال"، مضيفا أن "اجتماعات اللجنة التنفيذية أسبوعية بالقانون، ويمكن تأخيرها إذا كان الأمين العام منشغلا بأمر طارئ". وتجري داخل الحزب حملة اصطفافات وضغوط كبيرة، من هذا الطرف أو ذاك، لدرجة أن بعض المناضلين اختاروا الحياد، فيما قرر آخرون الانضمام الى هذا الطرف أو ذلك، مثل زبيدة فنيش، عضو اللجنة التنفيذية التي التحقت بتيار ولد الرشيد، فيما تجري اتصالات مع بوعمر تغوان، ومحمد سحيمد لتعزيز نفس الجبهة. ويسعى أنصار ولد الرشيد، الذين لهم الأغلبية في اللجنة التنفيذية الى الاجتماع بشباط، من أجل اتخاذ قرار عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني، لإعادة النظر في اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي يرأسها عبد الله البقالي وتعديل المادة 45 من قانون الحزب بما يسمح لزار البركة بالترشح لخلافة شباط. وحسب مقرب من ولد الرشيد، فإنه إذا رفض شباط عقد الاجتماع، فإن أغلبية اللجنة التنفيذية ستتخذ قرارا ضد شباط، بإعلان تجميد مسؤوليته، وتعيين شخصية تنوب عنه، الى حين عقد المجلس الوطني، ثم المؤتمر. بالمقابل يعمل شباط على حشد الدعم له في الأقاليم وفي وسط روابط الحزب المهنية والحزبية. لكن هذه الروابط نفسها بدأت تقسمها الاصطفافات. فرابطتا الاقتصاديين (عادل الدويري) والمهندسين (محمد الكروج)، رفضتا تأييد شباط، فيما أيدته الشبيبة الاستقلالية ورابطة المحامين وغيرهما.. هذه التطورات من شأنها أن تلقي بظلالها على حفل تأبين الراحل امحمد بوستة الذي ينظمه حزب الاستقلال مساء اليوم الجمعة بمسرح محمد الخامس بالرباط، وهو الحفل الذي تنظمه عائلة بوستة وحزب الاستقلال برعاية ملكية، بحضور العديد من الشخصيات حيث يترقب أن يواجه شباط خصومه وجها لوجه..