سلطت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الثلاثاء، الضوء على ردود الفعل البريطانية إزاء الحادث الإرهابي في لندن والتحديات التي تواجه القمة العربية بعمان والعمليات الإرهابية في المملكة البحرينية والزيارة الرسمية التي بدأها أمس العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للأردن والانتخابات النيابية في لبنان. ففي مصر، كتبت جريدة (الوطن) تحت عنوان "دقات بيغ بن الحزينة" لم يكن الحادث الإرهابي الذي شهدته لندن يحمل جديدا في طريقة تنفيذه لانه نفس المعتوه الذي ظن في لحظة تغييب عقلي كاملة أنه يتقرب إلى الله بإزهاق تلك الأرواح التي لم تقترف إثما يستدعي قتلها بعشوائية مرعبة إذ الأمر أقرب إلى عمليات غسيل العقول التي يجرون تجاربهم عليها في معامل القوى فوق الطبيعية، إنه نموذج مكرر لكل الانتحاريين الذين يقومون بعمليات من هذا النوع التي لم يكن حادث الكاتدرائية في مصر أولها ولن يصبح حادث لندن آخرها . وقالت إن التغيير النوعي هذه المرة كان في مسرح الحادث نفسه فعاصمة الإمبراطورية البريطانية لم تكن مكانا معتادا لتلك العمليات من قبل ، وهو الأمر الذي أصاب العالم كله بصدمة والذي دفع البريطانيين أنفسهم إلى التفكير مرة أخرى في نظرتهم للأمور في المنطقة الساخنة من العالم. وأضافت أن الإنجليز ذاقوا ،ربما لأول مرة، ما يعاني منه العالم كله منذ فترة ليست بالقصيرة وما حذرهم منه الرئيس المصري منذ عامين تقريبا ، ولكنهم لم يستمعوا باهتمام وقتها! إنه الإنذار الذي يدق أبوابهم بقوة والذي يهتف بصوت تحذيري في ذهن الناخب الإنجليزي بأنهم ليسوا بمعزل عما يحدث في مناطق أخرى بكل تأكيد. وأشارت الصحيفة إلى أن رسائل من الكراهية خرجت من أنحاء بريطانيا ضد الإسلام والمسلمين كالمعتاد بينما تعلو بعض الأصوات العاقلة بالتوحد ونبذ التطرف بكل أشكاله من داخل المجتمع دون النظر للدين أو العرق وتحاول الحكومة السيطرة على "الإسلاموفوبيا" المتوقعة في ظل وجود نسبة لا بأس بها من المسلمين في إنجلترا وفى ظل وجود كيانات إسلامية كثيرة معترف بها في لندن. أما جريدة (الأهرام) فكتبت تحت عنوان " قمة عمان .. آمال كبيرة وتحديات جسام" أن القمة ال28 تلتئم غدا في البحر الميت بالأردن على جراح عربية مؤلمة ، هذه القمة التي يتمنى ويسعى الكثير من القادة والشعوب منها إلى العثور على ترياق لجراح العرب، والتي أيضا تسعى كذلك إلى لملمة أطراف الملفات العربية المهلهلة، ووقف الصراعات الدموية المسلحة في سوريا واليمن وليبيا والعراق، بالإضافة إلى حلحلة الملفات الإنسانية البائسة التي جدت في الشهد العربي، وهي ملفات مكافحة الإرهاب وملف اللاجئين وملف إعادة الإعمار في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وقبل كل ذلك يبقى الملف الدائم على طاولة القمم العربية وهو ملف فلسطين. واضافت أن القمة تأتي أيضا في ظل أوضاع عربية شديدة التأزم والتعقيد، سواء على مستوى الأوضاع المأساوية التي تعيشها العديد من الدول العربية، أو على صعيد الخلافات العربية العربية المتصاعدة بين الدول العربية شرقا وغربا وأخيرا على صعيد كارثة الإرهاب الذي يعصف بالمنطقة والعالم. ووأشارت الصحيفة إلى أن القمة ينتظر أن تكون قمة مصالحات عربية عربية واسعة، هذا في الوقت الذي تتجه فيه أنظار السياسيين من دول العالم إلى قمة البحر الميت التي من المتوقع أن تشهد حراكا دبلوماسيا مكثفا بين الجانبين المصري والسعودي، وبين الأطراف العربية المختلفة ، مضيفة أن من بين الأزمات التي تعتري العلاقات العربية العربية، الأزمة القطرية العراقية الأخيرة التي بدت واضحة في اجتماع مجلس الجامعة العربية، وكذلك الموقف الخليجي من حزب الله، وموقف لبنان من قرار إدانة إيران. وبلبنان، تطرقت (الجمهورية) لمشاركة لبنان في القمة العربية، مشيرة الى أن لبنان يحضر قمة عمان، ويعول عليها ك"فرصة لإعادة مد الجسور بين الدول العربية"، في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة. ونقلت عن مصادر القصر الجمهوري قولها إن إطلالة الرئيس اللبناني ميشال عون على القادة العرب من خلال كلمته ستكون "غير تقليدية، وبمضمون لا ينطوي على كلام فقط لمجرد الكلام، بل غير تقليدية حتى بالمخاطبة، وفي لغة المصارحة مع الزعماء العرب التي سيعتمدها رئيس الجمهورية، لغة يقتضيها الواقع العربي ومخاطر المرحلة المقبلة التي لا تحتمل مزيدا من الانتظار في ظل التطورات المتسارعة". وكشفت الصحيفة عن مبادرة بعض القوى السياسية في لبنان وصفتها ب"خطوة اعتبرت تجاوزا لموقف لبنان وتشويشا عليه في القمة" وتتمثل في رسالة الى القمة بعث بها كل من الرئيس الأسبق أمين الجميل، والرئيس السابق ميشال سليمان، ورؤساء الحكومات السابقين فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي وتمام سلام . وأوضحت أن الرسالة تتمحور حول خمسة عناوين، هي التأكيد على اتفاق الطائف، التأكيد على التزام القرارات الدولية ولا سيما القرار الأممي 1701، والسلاح غير الشرعي (سلاح حزب الله)، إعلان بعبدا، (نتيجة الحوار الوطني سنة 2012 تم خلاله التزام نهج الحوار والتهدئة الأمنية والسياسية والإعلامية بين الطوائف والسعي للتوافق على ثوابت وقواسم مشتركة)، النأي بالنفس (عن أزمة سوريا)، وبسط سلطة الدولة ووقف التدخلات الخارجية في الأزمة السورية. وخلصت الصحيفة الى أن الرسالة تركت "وقعا سلبيا جدا في القصر الجمهوري وعبر الرئيس عون عن شديد استيائه، الأمر نفسه عند رئيس مجلس النواب الذي اعتبرها خطوة غير مستساغة وغير مسبوقة، وغير مقبولة". أم (الديار) فاهتمت بقانون الانتخابات النيابية، المقررة في ماي المقبل، والذي ما زال يثير سجالا سياسي بالبلد، مشيرة الى أن انتقال السجالات الى العلن، ليس الا استراحة بين جولتين يفترض ان تنطلق مرحلتها الثانية في المقبل من الايام، حيث من المنتظر خروج الرئيس ميشال عون عن صمته، وعودة الزخم الى الاتصالات بالقصر الجمهوري بعيدا عن الأضواء. أما (الأخبار) فكتبت تحت عنوان "الأطماع الإسرائيلية بالغاز اللبناني: أبعد من منع الاستثمار" أن إعلان إسرائيل بدء مسار تشريعي لإصدار قانون في الكنيست في شأن حدود المنطقة الاقتصادية البحرية الخاصة بها، بما يشمل "قضم" المنطقة المتنازع عليها مع لبنان، ورسالة الاحتجاج التي أودعتها لدى الأممالمتحدة، يهدفان إلى منع لبنان من منح تراخيص التنقيب عن النفط والغاز، في هذه المنطقة، بعد أن امتنعت هي، قسرا لأسباب أمنية، عن الاستيلاء الفعلي على الحق البحري اللبناني. وبالأردن، كتبت صحيفة (الدستور) في مقال لها، أن قادة الدول العربية تقف أمام مفترق طرق، إذ تقدم قمة عمان فرصة حقيقية لإعادة قراءة المشهد السياسي والاقتصادي والأمني ووضع تصور للسنوات المقبلة للعودة إلى طريق التعاون الحقيقي في شتى مناحي حياة العرب، والنظر إلى الأمام بمعزل عن الإنشداد للماضي. وأكدت مجددا أن قمة عمان فرصة حقيقية "للمحافظة على ما تبقى لنا من مقدرات ومياه وجه في حقبة تاريخية أقل مايقال عنها بأنها حالكة السواد"، مشيرا إلى أن العرب أصحاب لغة ودين وسلام ومحبة وتاريخ مجيد "وعلى القادة وإن اختلفوا في مواضيع كثيرة أو قليلة أن يحموا البلاد والعباد مما نحن فيه ..وهذا الأمل المأمول وإن كان بمثابة حلم للسواد الأعظم من العرب". وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال لها، أن القضية الفلسطينية يبدو أنها أكثر القضايا سهولة في القمة العربية المقبلة من ضمن الملفات العربي الأخرى، وأنها القضية التي عليها خلافات أقل من سواها، وباتت مسودات قرارات القمة بشأن فلسطين متداولة ويمكن قراءتها وتحليلها، مشيرة إلى أن الجزء "السار" في هذه القرارات، أنها تقطع الطريق على أنباء كثيرة سربها وروجها الجانب الإسرائيلي عن تغييرات في المواقف العربية السابقة، بشأن التطبيع وسبل السلام لصالح تقديم المزيد من التنازلات. وأضافت الصحيفة أن الغالبية العظمى من القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية في قمة عمان، ستكون هي تأكيد على المواقف والقرارات السابقة، وخصوصا أن مبادرة السلام العربية لن تتغير، وستبقى كما كانت العام 2002، مشيرة إلى أن هذا فيه قطع للطريق وتفنيد وتكذيب لمزاعم إسرائيلية وأخبار راجت، عن إطار إقليمي جديد عربي - إسرائيلي يجعل القضية الفلسطينية واحدة من قضايا أخرى. من جانبها، تطرقت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، للزيارة الرسمية التي بدأها أمس للمملكة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وهي الزيارة، التي تقول الصحيفة، أنها الأولى من نوعها التي يقوم بها خادم الحرمين للأردن منذ تسلمه قيادة المملكة. وأشارت إلى أن القمة الأردنية- السعودية، تأتي لتضيء على جملة من القضايا والملفات ذات الصلة المباشرة بالعلاقات الثنائية المتطورة وبحث الآفاق المفتوحة للارتقاء بهما في مختلف المجالات وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين ويسهم في إحياء العمل العربي المشترك. وأضافت أن علاقات عمان والرياض شكلت على الدوام علامة مضيئة في المشهد العربي طوال العقود الطويلة وكانت باستمرار القاعدة والنموذج الذي نهضت بهما العاصمتان لتقريب وجهات النظر العربية والدعوة بالحاح إلى تعظيم القواسم والمشتركات والحرص على إبقاء القرار العربي في يد العرب بعيدا عن التدخلات الأجنبية. وفي قطر، اهتمت صحيفتا (الوطن) و(الشرق)، في افتتاحيتيها، بالقمة العربية في دورتها العادية الثامنة والعشرين التي ستحتضنها الأردن غدا الأربعاء، والتحديات التي على أصحاب القرار العربي اعتماد مواقف جماعية حاسمة وموحدة بشأنها والالتزام بتنفيذها وكذا حزمة الأولويات التي تقع على عاتقهم البث فيها في سياق التعقيدات الجيوسياسية والأطماع التوسعية المتربصة بالوطن العربي وبخيراته. فتحت عنوان " العرب .. ومنازلة التحديات"، شددت صحيفة (الوطن) على أنه حيث كانت التحديات بالنسبة للعرب، ينبغي أن تكون المنازلة بالإجماع، مؤكدا على أن "معركة العرب الآن، هي معركة إثبات الوجود"، في سياق ما يحاك "ضدهم من أطماع توسعية، وحروب استنزاف للبشر والموارد، وتشريد ممنهج من الأوطان، بما يخلفه كل ذلك من مآس ، وكوارث إنسانية، والأمثلة: ما يحدث في سوريا والعراق وليبيا واليمن.. وما يحدث في فلسطين، منذ الوعد المشؤوم". نفس التوجه شددت عليه صحيفة (الشرق) حين أكدت على أن التحديات التي تحاصر العرب "تستوجب وحدة الصف وتكثيف الجهود؛ لفتح آفاق جديدة للتعاون والعمل المشترك، والوحدة هي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات، وحل الأزمات التي تؤثر على الاستقرار في المنطقة"، مشيرا الى أن "أكبر تحد يواجه الأمة العربية، هو الحفاظ على القدس وحماية المسجد الأقصى من التهويد، وهذا ما تفرضه مركزية القضية الفلسطينية". وأضاف أنه "ليس كافيا أن يظل مقعد سوريا شاغرا، فالمهم اتخاذ الموقف المناسب لإنهاء أكبر مأساة إنسانية، وحماية الشعب السوري"، و "اتخاذ القرارات المناسبة إزاء الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، ومواجهة تحديات المرحلة الراهنة، وأهمها مكافحة الإرهاب". ومن جهتها، توقفت صحيفة (الراية)، في افتتاحية تحت عنوان "قطر والمملكة المتحدة .. تعاون استثماري"، عند منتدى قطر والمملكة المتحدة للأعمال والاستثمار المنعقد في مدينتي لندن وبرمنغهام على مدى يومين، والذي افتتحه أمس رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري لتحصي اهم العوائد الإيجابية على المستويين الاقتصادي والعلاقات الثنائية في أبعادها المختلفة. وابرزت الصحيفة أن المنتدى ينعقد في وقت انتهت فيه قطر من تنفيذ المرحلة الأولى من إستراتيجية التنمية الوطنية (2011 - 2016 ) وبصدد تطبيق المرحلة الثانية ( 2017-2022 ) في اتجاه "بناء مستقبل لاقتصاد متنوع يعتمد على المعرفة، بعيدا عن النفط والغاز، ويسعى لتحويل دولة قطر إلى مركز عالمي للصناعات القائمة على المعرفة والابتكار"، مستحضرا ما تم الإعلان عنه خلال هذا المنتدى من اعتزام قطر استثمار 5 مليارات جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني خلال الثلاث إلى الخمس سنوات المقبلة في قطاعات على الخصوص الطاقة والبنية التحتية والقطاع العقاري، في ظل أيضا ما هو متاح أمام رؤوس الأموال البريطانية من فرص استثمارية في قطر . وفي البحرين، اهتمت الصحف بضبط السلطات الأمنية لخلية إرهابية خططت لاغتيال شخصيات هامة في الدولة ومهاجمة أهداف حيوية بالبلاد، حيث أوضحت صحيفة (أخبار الخليج) إن المرحلة التي انتقلت إليها خطط العمليات الإرهابية في المملكة تشي بتطور خطير في أهداف هذه العمليات، إذ تحولت بكل وضوح من استهداف رجال الأمن في الشارع إلى التخطيط الطويل الأمد لاستهداف شخصيات رفيعة في الدولة. وقالت الصحيفة إن ذلك بقدر ما يشير إلى تطور في طموح الإرهاب ومن يقف خلفه في البحرين، فهو يشير أيضا إلى أن "من يقف خلف هذا الإرهاب، وبالتحديد النظام الإيراني، إنما يبحث عن مكسب نوعي يحفظ به ماء وجهه، وخصوصا بعد الضربات المتلاحقة التي مني بها الإرهاب في البحرين، بجهود جهازي الأمن الوطني ووزارة الداخلية، ومع ذلك فقد انتهى هذا السعي إلى فشل وسقوط". ومن جانبها، كتبت صحيفة (البلاد) أن الجهود الضخمة التي تقوم بها وزارة الداخلية في مواجهة الإرهاب تعد "محط أنظار العالم، وبرهنت على الكفاءة والتدريب والتنظيم والقدرة الفائقة على القبض على الخلايا الإرهابية ومرتزقة إيران وعملائها مهما ناولوا من التدريب والتمويل". وشددت الصحيفة على أنه يتعين "التصرف بحزم ودون أي تهاون مع الحقوقيين والناشطين المزيفين، الذين يصورون للعالم بأن الإرهابيين هم معارضون وناشطون في مجال حقوق الإنسان، وهو الكذب بعينه.."، وكذا اعتماد "قرارات ومبادرات جدية تنهي مسألة الإعلام المعادي الذي يتعمد عدم نشر صور الإرهابيين رغم اعترافاتهم واهتمام الرأي البحريني والخليجي والعربي والعالمي بالقضية". وبدورها، كتبت صحيفة (الوطن) أن "الإرهاب المدعوم من إيران يتصاعد في البحرين، إذ هذا ما تكشفه بين الفترة والأخرى جهود رجال الأمن (العين الساهرة) على حماية هذا الوطن"، مشيرة إلى أن الخلية الإرهابية الأخيرة التي كشفتها وزارة الداخلية وضبط أفراد منها، بينت كيف أن "التوجيه والتخطيط والدعم كان يأتيهم مباشرة من إيران، ومن عناصر محسوبة على حملة الجنسية البحرينية، فارين وهاربين ومتمركزين اليوم في دولة المرشد الإيراني". وأوضحت الصحيفة أن المقبوض عليهم في عمر الشباب، وهو الأمر الذي "يقودنا للتفكير في عملية تأسيس هذه العناصر، وكيف تم تشريبهم كره بلادهم واللعب في إرادتهم بذريعة الانتماء المذهبي، وكيف تم التصوير لهم بأن القتل والجريمة والإرهاب وإقلاق الأمن القومي وترهيب المواطنين الآمنين، كلها أمور تدخل تحت خانة (النضال المقدس)".