خصصت الصحف الصادرة بأمريكا الشمالية مواضيعها الرئيسية للحديث عن النكسة التي تعرض لها دونالد ترامب وبول ريان بعد سحب مشروع استبدال برنامج الرعاية الصحية أوباماكير بمجلس النواب، وموافقة إدارة ترامب على مشروع خط أنابيب "كيستون إكس إل" بين كنداالولاياتالمتحدة. وكتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن قادة الحزب الجمهوري بمجلس النواب، وأمام احتمال تمرد النواب المحافظين والمعتدلين من حزبهم اضطروا إلى سحب مشروع قانون يرمي إلى إلغاء واستبدال إصلاح نظام التأمين الصحي، المعروف باسم أوباماكير. ولاحظت الصحيفة أن سحب هذا المشروع، الذي لم يحظ بالدعم اللازم لتمريره، يمثل "هزيمة كبيرة" لدونالد ترامب في أول "مواجهة تشريعية" له منذ توليه الرئاسة، مشيرة إلى أن هذا الفشل يدل على وجود انقسامات عميقة يعاني منها الحزب الجمهوري، لم يستطع إخفاءها انتخاب رئيس جمهوري بالبيت الأبيض. وأوضحت الجريدة أن "الخسارة" تلقي بظلالها على جدول الأعمال الطموح لترامب وقادة الحزب الجمهوري، والذين تعهدوا بتنفيذه مباشرة بعد استلامهم السلطة، سواء بالبيت الأبيض او الكابيتول، مبرزة أن هذا الفشل عقد بداية رئاسة السيد ترامب، الذي يوجد الآن في وضع صعب، خصوصا بعد رفض مرسومه المناهض للهجرة وتداول مزاعم عن صلاته المفترضة بروسيا. في السياق نفسه، كتبت صحيفة (بوليتيكو) في مقال بعنوان "واشنطن تروض دونالد ترامب" أن قاطن البيت الأبيض، الذي تعهد بإبرام "أفضل صفقة" في ما يتعلق بالرعاية الصحية، خضع لواقع العاصمة الفدرالية، مشيرا إلى أن ترامب خسر أول معركة تشريعية له. واعتبرت الصحيفة أن عجزه عن تمرير مشروع القانون حول إصلاح نظام الرعاية الصحية في مجلس واحد بالكونغرس حيث يتوفر حزبه على الأغلبية، يلقي ظلالا من الشك حول قدرته على القيام بالأعمال المنوطة به، وحول الطريق التي يتعين على الحزب الجمهوري نهجها. من جانبها، كتبت (واشنطن بوست) أن قرار سحب المقترح البديل لأوباماكير قبل لحظات من بدء التصويت يشكل اعترافا من قبل الجمهوريين بعدم قدرتهم على استبدال هذا الإصلاح الرائد لإدارة أوباما. وتابعت أن هذا السحب يشكل "هزيمة قاسية" للرئيس دونالد ترامب ورئيس مجلس النواب بول ريان، موضحة أن هذه الهزيمة تدعو إلى الشك في قدرة الجمهوريين على الحكم والوفاء بوعود وأولويات الحملة الانتخابية، بما في ذلك إصلاح النظام الضريبي والبنية التحتية. بكندا، اعتبرت صحيفة (لو دوفوار) أنه بعد سنوات من الجدل، تسلمت شركة "ترانس كندا" الترخيص الرئاسي الأمريكي لإنجاز خط أنابيب "كيستون إكس إل"، الذي من شأنه تسهيل استغلال الرمال النفطية في إقليم ألبرتا، مضيفة أن حكومة جاستن ترودو رحبت بالضوء الاخضر الذي حصل عليه مشروع خط الأنابيب الموجه للتصدير، والذي يعتبر الثالث من نوعه في عهد الحكومة الليبرالية. وأوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء جاستن ترودو نوه بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقال إن حكومة أوتاوا منذ فترة طويلة على وعي بأن نقل الموارد الكندية إلى السوق بطريقة "آمنة ومسؤولة" يعتبر أمرا هاما من أجل توفير فرص العمل والنمو الاقتصادي. من جانبها، سجلت صحيفة (لا بريس) أن مشروع خط أنابيب "كيستون إكس إل" حصل على موافقة حكومة دونالد ترامب، مذكرة بأن الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما، كانت قد رفضت المشروع، والذي صمم لنقل النفط من الرمال النفطية بألبرتا إلى مصافي التكرير في جنوبالولاياتالمتحدة، لكونه "ليس في المصلحة الوطنية الأميركية". ونقلت الصحيفة عن ترودو ترحيبه بالخبر، مؤكدا أن سوق الشغل والنمو الاقتصادي في كندا يعتمدان على مشاريع تصدير من هذا القبيل، لكن تنفيذه الآن من مسؤولية أرباب الصناعة النفطية. من جانبها تطرقت صحيفة (جورنال دو مونريال) أيضا إلى الترخيص للأنبوب (كيستون إكس إل) الذي سيوفر آلاف مناصب الشغل خلال مراحل تشييده، موضحة أن الخارجية الأميركية أعلنت عن موافقتها بعد الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل، من بينها الأمن الطاقي والبيئة والآثار الاقتصادية. ببنما، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أن مسحا قامت به وزارة الأمن العمومي أبرز أن 19 في المئة من المواطنين كانوا ضحية جريمة واحدة على الأقل خلال العام الماضي، مبرزة أنه لأول مرة جاءت الرشوة في مقدمة الجرائم التي تعرض لها المواطنون بمعدل 176 شخصا في كل ألف نسمة، تليها العنف (45) والتهديد (33) والاحتيال (21). وأضافت الصحيفة أن من بين أهم نتائج الدراسة الكشف عن أن المواطنين لا يقومون بالتبليغ عن الجرائم في الوقت المناسب، موضحة أن التوقعات تشير إلى ارتكاب أزيد من 630 ألف جريمة وجنحة خلال العام الماضي، بينما لم تتلق المصالح الأمنية والقضائية سوى 83 ألف شكاية، وتبقى جريمة الرشوة الاكثر إفلاتا من العقاب بسبب غياب التبليغ عنها. في موضوع آخر، أشارت صحيفة (بنماأمريكا) إلى أن إطلاق قوات خاصة تعدادها 300 عنصر من مختلف الأجهزة الأمنية لمواجهة الجريمة المنظمة بكل من العاصمة بنما ومدينة كولون، ثاني أكبر حواضر بالبلد، قد لا يساهم في تحقيق الأهداف الأمنية المرجوة من قبل الحكومة بسبب غياب استراتيجية فعالة لمحاربة الجريمة، موضحة أن الرئيس خوان كارلوس فاريلا أكد أن "هذه القوات ستضرب على أيدي المجرمين بيد من حديد، بفضل تكوينها وتجهيزها العالي". بالمكسيك، أبرزت صحيفة (لاخورنادا) أن عشرات الصحفيين والناشطين من المجتمع المدني تظاهروا في عدة ولايات مكسيكية مطالبين بعدم بقاء جريمة قتل الصحفية ميروسلافا بريتش فيلدوسيا، التي اغتيلت الخميس الماضي في عاصمة ولاية تشيواوا، من دون عقاب.