على متن سيارات كهربائية، حل شركاء مغاربة وأجانب بإحدى فنادق الرباط لمناقشة إشكالية النقل المستدام بإفريقيا، مسلطين الضوء على المكانة التي تحظى بها المملكة والدول السائرة في طريق النمو في هذا المجال، على ضوء استشراف ما سيكون عليه الحال بعد عقود من الآن. حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن المكلفة بالبيئة في حكومة تصريف الأعمال، صرحت، في اللقاء المنعقد صباح اليوم بالرباط، بأن 23 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسبب للتلوث بالمغرب مصدرها وسائل النقل، مشيرة إلى أن هذا المعطى يبقى مقلقا، على اعتبار أن ذلك يؤثر على صحة المواطنين. وفي الوقت الذي أوردت فيه المتحدثة أن "الصين يموت فيها 4 آلاف شخص بسبب تلوث الهواء"، أشارت إلى أن "المغرب يتجه في طريق تقليص هذه الانبعاثات ويخوض تحدي الالتحاق بالدول الرائدة، عبر العمل سويا في إطار تحالف دولي متجه نحو تغيير ملامح التنقل على سطح الأرض في القادم من العقود". "نحن نهدف إلى تنزيل اتفاق قمة باريس وقمة مراكش، لكي نصل مع هذه التحالفات إلى حلول تهم القطاع الخاص والعام والسياسات العمومية؛ وذلك لتقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الصعيد العالمي"، تقول الحيطي، منبهة في الوقت نفسه إلى أن طريق إفريقيا في هذا المجال "ما تزال فيه عقبات كثيرة". وعن هذه الصعاب، تقول الوزيرة إن 75 في المائة من البنيات التحتية التي تحتاج إليها الدول الإفريقية غير متوفرة، فيما تبقى 80 في المائة من حاجيات هذه الدول من آليات النقل غير موجودة إلى حد الساعة. ودعت الحيطي الدول الإفريقية إلى سن سياسات عمومية ناجعة، تكون صديقة للبيئة، وأن تقتني وسائل تنقل صديقة للمناخ. وشددت على أن عدم اندماج هذه السياسات مع حاجيات القطاع الخاص، الذي اعتبرته شريكا أساسيا في هذه السياسات، سيدفع هذا الأخير إلى سحب ثقته وتجنب الاستثمار وتوفير التكنولوجيات الحديثة. وأشادت المتحدثة بقمة المناخ "كوب 22" المنعقدة بمراكش، معتبرة أن "خلاصاتها وتوصياتها ما تزال إلى حد الساعة أرضية تنبني عليها عدد من السياسات العمومية طويلة المدى". وكشفت الحيطي، في اللقاء نفسه، عرضا سابقا قدمته لها شركة "رونو"، المتخصصة في صناعة السيارات، بموجبه يستفيد المغرب من عدد من السيارات المشتغلة بالطاقة الكهربائية كمرحلة أولى، إلا أن القوانين المتوفرة، تضيف المتحدثة، لم تمكنها من إتمام الصفقة. وهو ما جعلها تشدد على "ضرورة إشراك كافة القطاعات لسن استراتيجيات في صالح الإنسان والبيئة".