غاب المغرب عن اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي، التابع لمنظمة الاتحاد الإفريقي، الذي عقد أولى جلساته بداية الأسبوع الجاري، بعد عودة المملكة إلى المنظمة القارية، وخصصها لموضوع الصحراء. ومقابل هذا الغياب، حضر ممثل عن الجزائر، وممثل جبهة البوليساريو الذي لم يفوت فرصة انعقاد المجلس دون الهجوم على المغرب، والمطالبة باتخاذ إجراءات في حقه في حال عدم تفاعله مع مجلس السلم والأمن الإفريقي. وحتى قبل انضمام المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي في يناير الماضي، كان المجلس من أكثر مؤسسات الاتحاد التي تهاجم المصالح المغربية، وتناصر الأطروحة الانفصالية، خاصة مع رئاسة الجزائر لهذا المجلس. وقال موساوي العجلاوي، خبير في الشؤون الإفريقية، إن "هذا المجلس يتكون من 15 عضوا، جلهم من الدول التي تناهض المغرب الذي ليس عضوا فيه، والذين يتم انتخابهم"، وأضاف: "هذا المجلس من نقط الضعف في زمن العودة؛ إذ تسيطر عليه الجزائر وجنوب إفريقيا والدول المناهضة للمغرب التي لا تربطها معه علاقات جيدة". ووصف الخبير في الشؤون الإفريقية مجلس السلم والأمن الإفريقي بأنه "رأس الرمح" خلال الحملة التي ستمارس ضد المغرب داخل الاتحاد الإفريقي، وقال: "كان منتظرا أن يتم توظيفه من أجل ضرب المصالح المغربية، خاصة في ما يتعلق بنزاع الصحراء"، لافتا إلى الدور الذي يقوم به مبعوث الاتحاد الافريقي إلى الصحراء، الموزمبيقي خواكيم شيصانو، المناهض للمغرب. "يجب ألاّ نضخم حجم توظيف المجلس داخل الاتحاد حتى لا يتحول المغرب من البحث عن تحقيق أهداف استراتيجية إلى الدخول في معارك داخل مؤسسات الاتحاد"، يقول العجلاوي الذي أوضح أن الاتحاد الإفريقي يعاني من مشكل "تضخم المؤسسات، وهو ما جعل بول كاغامي يطالب بإجراء مسلسل من الإصلاحات، في حين إن أعداء الوحدة الترابية المغربية يسابقون الزمن من أجل تسجيل عدد من النقاط". وأوضح الخبير في الشؤون الإفريقية أن عدد أعضاء مجلس السلم والأمن يصل إلى 15 عضوا، يتم اختيارهم حسب المناطق الجغرافية للقارة، وبعد تقسيم التجمعات الكبرى، ويتم تقديم ممثل عن كل منطقة بالتراضي. وأضاف العجلاوي أن رئيس المجلس، إسماعيل شرقي، خريج لأبرز مراكز المخابرات الجزائرية، مثله مثل عدد من أطر الجارة الشرقية في الاتحاد، كما أنه كان محط جدل خلال إلقاء الملك لخطابه في القمة الأخيرة للاتحاد الإفريقي؛ إذ "هو الوحيد الذي ظل متجمدا في مكانه، علما أن دلاميني زوما وقفت وسلمت على الملك، وهو بالكاد حرك أصابعه، كما خرج بتصريحات كلها عداء للمغرب، ولا ننتظر أن يكون محايدا، والزمن سيحدد علاقة المجلس بإنهاء وجود جبهة البوليساريو".