اعتبر مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، أن تعيين سعد الدين العثماني رئيسا للحكومة، اليوم الجمعة، محاولة لاحترام روح دستور 2011، مشددا على أن تنصيبه ربما لن يخلق تصدعا وسط "البيجيدي". وأورد البراهمة، في تصريح لهسبريس، أن أصول العثماني، المنحدر من سوس، فيها إشارة إلى الحركة الأمازيغية؛ "لأن أغلب رؤساء الحكومات لم يكونوا من أصول أمازيغية"، وفق تعبيره، وزاد: "تعيينه، كذلك، إشارة جديدة وتهديد مبطن إلى العدالة والتنمية ليشكل الحكومة في أسرع وقت أو أن يتم المرور إلى الحزب الثاني أو التكنوقراط". وشدد البراهمة على أن سعد الدين العثماني ليس شعبويا كسابقه بنكيران ، وقال: "العثماني لا يستعمل الشعبوية كثيرا، وربما ذلك سيمكن من عودة الحياة السياسة إلى طابعها الصراعي والخلافي، ولكن الموضوعي والرصين". وعن بيان العدالة والتنمية، الذي أورد أن المشاورات لتشكيل الحكومة يجب أن تكون بالأسس نفسها التي تم التفاوض بها خلال الفترة السابقة، قال: "ذلك من باب الخطابة وامتصاص الحدث". وأضاف المتحدث ذاته: "الدولة أعطت الإشارة إلى أنها قادرة على تجاوز العدالة والتنمية إذا لم يتمكن من تشكيل الحكومة، ولم يرضخ لتوجهات المخزن في تشكيلها". واعتبر البراهمة أن الحديث عن وجود "بلوكاج" بسبب مطالبة إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بدخول الحكومة، وتمكينه من وزارة الشؤون الإفريقية، "الجزء الظاهر فقط، لأن المسألة متعلقة أساسا بشخص بنكيران غير المرغوب فيه". واستقبل الملك، اليوم الجمعة، سعد العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وكلفه بتشكيل الحكومة خلفا لعبد الإله بنكيران، المعفى من المهمة لفشله في الوصول إلى اتفاق مع باقي الأحزاب، بعد خمسة أشهر من المفاوضات.