بخلاف ما كان عليه الأمر في الولاية الحكومية التي كان يرأسها عبد الإله بنكيران، إذ كان تبادل الاتهامات سمة العلاقات بين حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، تنحو الروابط بين الحزبين في عهد سعد الدين العثماني إلى هدوء أكثر وتوتر أقل. واستقبل رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، صباح اليوم بمقر رئاسة الحكومة بالمشور السعيد بالرباط، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، في ثاني لقاء بينهما بعد لقائهما مباشرة عقب تعيين الملك للعثماني. وحضر اللقاء رئيسا فريقي "البام" بالبرلمان، محمد اشرورو وعزيز بنعزوز، وأيضا المصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة. وفيما لم يبث الموقع الرسمي لحزب "البيجيدي" إلى حدود الساعة أي خبر عن اللقاء بين الطرفين، أفاد موقع "الجرار" بأن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول عملهما من مواقع مختلفة، في إطار احترام الدستور والقوانين التنظيمية والعادية. ووفق المصدر ذاته فإن اللقاء الثنائي بين الرجلين يأتي في سياق ما خوله الدستور للمعارضة من مساهمة فاعلة ومسؤولة في التشريع ومراقبة العمل الحكومي، وتقييم السياسات العمومية والعلاقات الخارجية. وأورد موقع "البام" أن رئيس الحكومة المعين تعهد باحترام أدوار المعارضة، إيمانا بأهمية الأصالة والمعاصرة وموقعه ضمنها؛ فيما أشاد العماري بمبادرة العثماني، "التي كانت عرفا في الماضي قبل أن يتم التخلي عنها في ولاية بنكيران". وأكد العماري أن "من شأن هذه اللقاءات أن تذيب الكثير من الجليد في العلاقات بين الفاعلين السياسيين، وأن ترتقي بالممارستين الحزبية والسياسية، وتدعم الخيار الديمقراطي للمملكة، وتعزز دور المؤسسات، وتعاونها في إطار الاحترام التام لمبدأ فصل السلط". وكانت العلاقات بين بنكيران والعماري تشهد الكثير من التوترات والتشنجات التي تصل إلى حد تبادل التهم الحادة في أحيان كثيرة، ما جعل رئيس الحكومة السابق يعرض عن لقاء العماري لدى تشكيله الحكومة السابقة. وكان العثماني التقى العماري أياما قليلة بعد تعيين الملك محمد السادس له رئيسا للحكومة خلفا لبنكيران المعفى، وهو ما أثنى عليه حينها زعيم "الجرار"، رغم قراره بالتموقع ضمن صفوف المعارضة.