أفرج المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في العاصمة القطرية الدوحة عن نتائج استطلاع المؤشّر العربيّ لعام 2016، الذي شمل 12 بلدنا في المنطقة، وهي المغرب وموريتانيا والجزائر وتونس ومصر والسّودان وفلسطين ولبنان والأردن والعراق والسعوديّة والكويت. الاستطلاع طرح عددا من الأسئلة على المستجوبين في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط حول مجموعة من القضايا، كان أبرزها الموقف من الثورات والاحتجاجات التي شهدتها بعض هذه الدول. وجوابا على هذا السؤال عبّر 39 في المائة من المغاربة على موقف إيجابي إلى حد ما بشأن هذه الثورات والاحتجاجات الشعبية، و12 في المائة قالوا إن موقفهم إيجابي جدا، مقابل 15 في المائة كان تقييمهم سلبيا جدا، و14 في المائة كان تقييمهم سلبيا إلى حد ما، بالإضافة إلى 20 في المائة لا يعرفون أو رفضوا الإجابة. وردّا على مقولة "ليس من حق أي جهة تكفير الذين ينتمون إلى ديانات أخرى" أجاب 50 في المائة من المغاربة المستطلعة آراؤهم بأنهم موافقون عليها، في حين قال 21 في المائة إنهم يوافقون بشدة، مقابل 11 في المائة و3 في المائة أجابوا بالمعارضة والمعارضة الشديدة، على التوالي. وكشف الاستطلاع أن 46 في المائة من المستجوبين في المغرب يوافقون على أنه "لا يحق للحكومة استخدام الدين للحصول على تأييد الناس لسياساتها"، كما أن 23 في المائة يوافقون بشدة على ذلك، في حين إن 12 في المائة أبدوا معارضتهم، بالإضافة إلى أن 4 في المائة من المستجوبين عبّروا عن رفضهم بشدة، مقابل 15 في المائة رفضوا الإجابة أو قالوا إنهم لا يعرفون بم سيردون. أما في ما يخص اتجاهات المستجوبين بالنسبة بخصوص "من الأفضل للبلد أن يجري فصل الدين عن السياسة" فقد انقسمت مواقف المغاربة؛ إذ عبّر 28 في المائة عن موافقتهم، و15 في المائة أجابوا بأنهم يوافقون بشدة، في حين إن 27 في المائة يعارضون، و12 في المائة قالوا إنهم يعارضون بشدة، بينما وصلت نسبة الذين رفضوا الإجابة أو قالوا إنهم لا يعرفونها إلى 18 في المائة. نتائج الاستطلاع أظهرت أن الرأي العام بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منقسم حول واقع "الثورات العربية" ومستقبلها؛ فقد رأى ما نسبته 45 في المائة أنّ "الربيع العربي" يمر بمرحلةِ تعثر، لكنه سيحقق أهدافه في نهاية المطاف، مقابل 39 في المائة يرون أن "الربيع الديمقراطي" قد انتهى، وعادت الأنظمة السابقة إلى الحكم. على صعيد آخر، أظهرت النتائج أن 77 في المائة من الرأي العام يرون أن "سكّان العالم العربيّ يمثلون أمة واحدة، وإنْ تمايزت الشعوب العربية بعضها عن بعض"، مقابل 19 في المائة قالوا إنّهم "شعوب وأمم مختلفة". وكشفت نتائج المؤشر ذاته أن "الأوضاع الاقتصادية لمواطني المنطقة العربية غير مرضية على الإطلاق"؛ إذ 49 في المائة قالوا إن مداخيل أسرهم تغطّي نفقات احتياجاتهم الأساسية، ولا يستطيعون أن يدخروا منها، و29 في المائة ذكروا أن أسرهم تعيش في حالة حاجة وعوز؛ إذ إن مداخيلها لا تغطي نفقات احتياجات أفرادها.