يواجه الطلاب المغاربة المتخرجون من المعاهد والمدارس العليا بالسنغال مشكلا كبيرا، يتمثل في تأخّر تسلّم شهاداتهم لمدّة تصل إلى خمس سنوات، وهو ما يحرمهم من الحصول على المعادلة، وبالتالي حرمانهم من الترشح لاجتياز مباريات التوظيف في القطاع العام بعد عودتهم إلى المغرب. أحد الطلبة المغاربة المعنيين، وهو من خرّيجي أحد المعاهد العليا بدولة السنغال، قال لهسبريس إنَّ الطلبة المغاربة من خرّيجي المعاهد العليا السنغالية "يوجدون في موقف لا يُحسدون عليه، بسبب تأخُّر حصولهم على ديبلومات التخرج دون معرفة الأسباب". وأوضح المتحدث ذاته أنَّ الطلبة السنغاليين المتخرجين من هذه المعاهد لا يحتاجون إلى ديبلومات من أجل العمل، لذلك لا تستعجل منْحَ الشهادات لهم، لكنّ هذا يطرحُ مشكلا كبيرا بالنسبة للطلبة المغاربة. ويُطالب الطلبة المغاربة من خرّيجي المعاهد العليا بدولة السنغال وزارة التعليم العالي المغربية بالتدخل لدى نظيرتها السنغالية من أجل تسوية وضعيتهم. وأوضح المصدر الذي تحدث إلى هسبريس أنّ وزارة التعليم العالي هي التي تبعث الطلاب، عبر إدارة تكوين الأطر التابعة لها، في إطار شراكة بين المغرب والسنغال. كما يطالب المعنيون، الذين يصل عددهم إلى 1000 طالب، السفارة المغربية بالسنغال بالتدخل، باعتبارها الجهة الوصية عليهم، من أجل استثنائهم من تأخّر منْح الديبلومات، اعتبارا لظروفهم الخاصة. أحدُ الطلبة المغاربة ممّن يعانون من تأخّر الحصول على الديبلومات بعد التخرج قال إنه التقى صباح اليوم الجمعة مع المُلحق الثقافي بالسفارة المغربية في دكار، ووعده أن يراسل الجهات المعنية، وزاد مستدركا: "لكنَّه لم يعدني بأنّ المشكل سيُحلّ". كما راسلَ المتحدث ذاته إدارة المدرسة الوطنية العليا للفلاحة بالسنغال التي تخرج منها، ووعدتْه بأن تقوم بإنجاز الديبلومات للمغاربة كحالة خاصة، وترسلها إلى وزارة التعليم العالي السنغالية، وهي الجهة المخوّلة بالمصادقة عليها. "لكن هذا لا يكفي، لأن المشكل قائم منذ سنوات، وفي علم كل الجهات المعنية"، يردف المتحدث ذاته، لافتا إلى أنّه حتى في حال تسوية ملف طلبة المدرسة الوطنية العليا للفلاحة، فهناك طلبة آخرون من خريجي معاهد أخرى، مثل المدرسة متعددة التخصصات التقنية، وكلية الطب والصيدلة، والمعهد العالي لعلوم الأرض، ومعاهد أخرى، يواجهون المشكل نفسه. وإذا كانت أبواب التوظيف في القطاع العام موصدة أمام الطلاب المغاربة من خريجي الجامعات والمعاهد العليا بالسنغال، بسبب تأخر حصولهم على الديبلومات، فإنّ هذا التأخر يحرمهم، أيضا، من الترشح لبعض المشاريع التي تعطيها الدولة للقطاع الخاص، كما يجدون صعوبة في العمل في هذا القطاع. وزاد المصدر ذاته: "أصحاب الشركات لا يتقبلون أننا درسنا في بلد إفريقي يعتبرون أنه متخلف". وتابع المتحدث ذاته: "بعد معاناة وجهد كبير نبذله لمدة ست سنوات أو أكثر في بلد يصعب فيه العيش، نجد أنفسنا في النهاية غير قادرين على الولوج إلى العمل لا في القطاع العام أو الخاص، إذ لا أحد يقبل بنا. ونحن اخترنا أصلا أن نذهب إلى السنغال للحصول على دبلوم معترف به من طرف الدولة من أجل نيل وظيفة في القطاع العام".