لا يكتملُ حلم الطلبة الحاصلين سواء على دبلوم أو على إجازة من أجل إتمام دراستهم، إذ بسبب تسويف وتأخير حصولهم على الدبلومات من لدن إدارة المؤسسة يجدون أنفسهم بدون مستقبل، باحثين عن جواب سؤال استهتار الإدارة التي لا تقدم، في النهاية، المبررات المعقولة. مشكلُ انتظار الحصول على دبلومات التخرج يعيقُ الطلبة من أجل إتمام دراساتهم والالتحاق بسوق الشغل، إذ إن معاهد التكوين المهني تَحْرِمُ الخريجين من دبلوماتهم وتكتفي بمنحهم شهادات النجاح. وتستمر معاناة الطلبة الذين تكوّنوا في المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية، الذين لا يتمكنون من التسجيل بالإجازة أو البحث عن فرصة عمل؛ لأن أغلب الشركات والمقاولات تفرضُ عليهم دفع ملف الترشيح مصحوبا بدبلوماتهم. تماطلُ معاهد التكوين المهني يؤجج الغضب في صفوف الطلبة الذين يريدون اقتناص فرص العمل الممكنة، أو على الأقل تعميق دراستهم وتكوينهم المهني. وفي مدينة تيزنيت، لا تزال آمال وأحلام الطلبة الخريجين من المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية معلّقة، دون أجل أو موعد محدد، بعد مرور سنة على تخرجهم وعدم تسلمهم الدبلومات. سارة، خريجة المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بالمدينة سالفة الذكر، شعبة تدبير وتسيير المقاولات، وهي من بين الشعب التي تنال الحيز الأكبر من مباريات التوظيف وفرص عمل، تحكي أنه "بسبب تماطل إدارة المعهد ضيّعتُ علي الكثير من الفرص، ولم أجد غير إجازة مهنية واحدة. وكان صعبا أن يتم قبولي؛ لأنهم رفضوا، في البداية، تسجيلي بشهادة النجاح في الوقت الذي لم أحصل على الدبلوم". وتضيفُ سارة، في تصريح لهسبريس "اجتزتُ آخر امتحان منذ شهر يونيو 2017، وأعلنتِ النتائج في غشت من السنة نفسها، وإلى حد الساعة لم أحصل مثل باقي زملائي على الدبلوم"، مشددة على أن "هذا أمر غير معقول، إذ إن هناك من يريد أن يعمل ويجد الكثير من فرص عمل؛ لكنه يُحبط لأنه لم يحصل بعد على الدبلوم". وتستطردُ المتحدثة بنبرة غضب حادة: "لا نجد مع من نتواصل في الإدارة، يتهربون من المسؤولية، وعندما سألناهم ذات يوم عن حقيقة المشكل، قالوا لنا بأن الدبلومات جاهزة، بخاتم وإمضاء العربي بن الشيخ، مدير التكوين المهني السابق؛ لكن بعد إعفائه أخبرونا بأنه يجب تغيير الدبلومات لتتم المصادقة عليها من لدن المدير الجديد، من جديد". ليست سارة الخريجة الوحيدة التي حُرمت من الدبلوم؛ بل إن هناك 60 طالبًا يدرسون معها في الشعبة نفسها، إلى جانب 50 طالبًا من شعبة التجارة، وجدوا أنفسهم بعد مضي سنة على تخرجهم، دون دبلوم ودون عمل، وتضيف: "حتى المدارس التي نتنافس معها، كالمدرسة العليا للتكنولوجيا، حصلوا على الدبلومات، أما نحن فمازلنا ننتظر". هسبريس نقلت شكاوى الطلبة المتخرجين إلى نور الدين زغروتي، مدير معهد التكوين المهني بمدينة تيزنيت؛ غير أنه رفض التفاعل مع الموضوع بشكل نهائي، دون تقديم أية توضيحات. ومن أجل الاستفسار وفهم حقيقة المشكل، اتصلت هسبريس بكتابة الدولة في التكوين المهني؛ غير أنه يبدو أنها تتهرب في الجواب عن السؤال المطروح المتعلق بتوضيح تأخير دبلومات خريجي طلبة التكوين المهين بالمغرب عامة.