اختارت ثلاثون سيدة مغربية من المقيمات بعدد من بلدان القارة الإفريقية الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة فوق تراب المملكة، والمشاركة ضمن فعاليات جائزة "سفيرة"، المنظمة من لدن الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، التي خصصت نسخة السنة الحالية من أجل "تكريم النساء المغربيات بإفريقيا". السيدات المغربيات الحاضرات ضمن فعاليات "سفيرة" ناقشن، صباح اليوم، إشكالاتهن وتحدثن عن نجاحاتهن وأبرزن أيضا طموحاتهن داخل القارة السمراء؛ وذلك خلال مشاركتهن في ورشات تكوينية في مجالات الإعلام والقيادة والاشتغال على الذات وأيضا التشبيك. فرص عمل مهمة المشاركات ضمن جائزة "سفيرة" حملن تشجيعات كبيرة للمغاربة من أجل التوجه إلى الاستثمار بالبلدان الإفريقية؛ بل وأيضا من أجل إيجاد فرص عمل مهمة، عوض التوجه إلى أوروبا أو أمريكا، حيث بات يصعب إيجاد عمل ملائم. وفي هذا الإطار، تقول نادية إيدار، صاحبة مجموعة فنادق ببوركينافاسو: "بإفريقيا تتوفر فرص كبيرة للشغل، ومن السهل جدا إنشاء مشروع هناك على القيام به بالمغرب أو أوروبا وغيرهما"، مفيدة بأن القارة السمراء في حاجة ماسة إلى مزيد من الاستثمارات. وقالت إيدار إنه "عوض أن تتوجه النساء إلى العمل بأوروبا أو أمريكا وهدر مستوياتهن العلمية المهمة في أعمال بسيطة، من المهم جدا التوجه إلى إفريقيا وإبراز ذواتهن وقدراتهن". وتحدثت إيدار عن الدور الذي تقوم به النساء المغربيات بالقارة السمراء قائلة إن "المرأة في إفريقيا لها دور كبير، وكل النساء المغربيات ببوركينافاسو مثلا حققن نجاحات مهمة واستطعن تمثيل بلادهن أحسن تمثيل". وواصلت المتحدثة: "كنا نضع البلدان الإفريقية في مصاف البلدان غير المتقدمة والتي لا يمكن أن تتوجه إليها النساء؛ غير أن الواقع القائم يخالف تلك النظرة المسبقة". المرأة المغربية بإفريقيا من جانبها، اعتبرت ياسمينة ليمام، مسؤولة تجارية بأحد الفنادق بأبيدجان، أن "إفريقيا تعد هي المختبر الكبير الذي يوجد به مكان لكل شخص". وأكدت ليمام أن المرأة المغربية بإفريقيا استطاعت تحقيق الكثير، إلا أنها ليست النظرة نفسها التي تحملها جميع المغربيات المقيمات بإفريقيا؛ فمنهن من تؤكدن أن النساء هناك تعانين مشاكل عدة. وفي هذا الإطار، كشفت مريم ليساري، مديرة مشروع هيئة الأممالمتحدة لتنفيذ المشاريع، مقيمة بتونس، أن نسبة المغربيات ببلدان إفريقية هي جد كبيرة، مؤكدة أنه في تونس مثلا هناك عدد مهم من المغربيات في مجال الأعمال والتنمية والتجارة، كما تشغلن مناصب مهمة حتى داخل الإدارة التونسية. وترى إلهام آيت عدي، رئيسة الجمعية المغربية الجسر بمالي وسيدة أعمال، أن مشاركة النساء المغربيات بإفريقيا هي جد مهمة وتشمل جميع المجالات، سواء الثقافية أو الاجتماعية والاقتصادية. وفي هذا الإطار، أبرزت آيت عدي أن "وجود المرأة المغربية ببلدان القارة السمراء هو وجود يشرف المغرب، ويشرف أيضا إخواننا الرجال". في المقابل، تحدثت رئيسة الجمعية المغربية الجسر بمالي عن مشاكل عدة تواجهها النساء بمالي، مؤكدة وجود عدد من المغربيات لا تعرفن القراءة والكتابة؛ فيما هناك أطفال لا يجيدون اللغة العربية، مشددة على ضرورة "مساعدة المغربيات للوصول إلى مستوى ثقافي وتعليمي يشرف المغاربة". توصيات النساء المشاركات ضمن فعاليات "سفيرة" قدمن عدة توصيات للنهوض بأوضاعهن. وفي هذا الإطار، قالت ليمام إن "المرأة المغربية بإفريقيا تختلف عنها بباقي المناطق؛ فهناك الكثير للقيام به، كما أن الأوضاع لا تتسم بالبساطة"، ساردة بعض الآراء من أجل تطوير حضور النساء المغربيات بالقارة قائلة: "هناك الكثير للقيام به يجب فقط اتخاذ المبادرة". وأوصت المتحدثة بضرورة الحرص على التواصل، وبأن يتم الاعتماد على المجال الرقمي بشكل أكبر، "من أجل أن نتمكن من أن نكون سفراء لبلدنا وتقديم صورة مبهجة عنه بالخارج"، تقول ليمام. وترى مريم ليساري أنه من الجيد تبادل المعارف مع النساء المغربيات بإفريقيا، متحدثة أيضا عن وجوب مأسسة لقاءات تجمعهن من قبيل فعاليات "سفيرة"، وأن "لا تكون فقط مناسباتية وأن يتم إقرار مشاريع تهم التنمية وتشغيل الشباب"، تضيف المتحدثة مع تأكيدها على ضرورة تنمية النساء وخلق علاقات تعاون ما بين البلد الأصل وبين البلد المضيف.