أكدت الأممالمتحدة أن أفغانستان ليست فقط أكبر منتج عالمي للأفيون، المادة الأولية لصناعة الهيروين، وثاني أكبر منتج للقنب، ولكنها تحولت أيضا خلال الشهور الأخيرة إلى مركز مهم لإنتاج مادة الميثامفيتامين المخدرة. ويعتبر هذا أحد الوجوه التي أبرزها التقرير السنوي لعام 2016 الصادر عن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، التابعة للأمم المتحدة والمعنية بمراقبة الامتثال للوائح العالمية بشأن المخدرات. وأشارت الهيئة إلى أن استخدام الميثامفيتامين، وهو منشط اصطناعي، زاد خلال الشهور الأخيرة بين متعاطي الأفيون، ولوحظ زيادة في ضبط هذا النوع من المخدرات. وكشف خبراء الأممالمتحدة أن زراعة الأفيون في أفغانستان، أكبر منتج في العالم لهذه المادة، ارتفع بنسبة 10% خلال 2016 ليصل إلى 201 ألف هكتار، مما يرجع بشكل أساسي إلى زيادة انعدام الأمن في ظل احتدام الصراع. وبلغ الإنتاج المحتمل للأفيون في 2016 أربعة آلاف و800 طن، بزيادة 43% مقارنة بتقديرات 2015. وتجري غالبية زراعة الخشخاش، الذي ينتج منه الأفيون، في مناطق تقع تحت سيطرة حركة طالبان. وذكر التقرير أن "الهيئة تطلق دعوة إلى المجتمع الدولي والحكومات المعنية من أجل استمرار دعم حرب أفغانستان على المخدرات في ظل هذه الأحداث المثيرة للقلق، مع تسليط الضوء على أن تدابير مكافحة الإتجار بالمخدرات جوهرية إذا كانت هناك رغبة في الوصول إلى تنمية مستدامة". ويحذر التقرير أيضا من أن جهود القضاء على الأفيون قد توقفت، ووجه انتقادات إلى الحكومة الأفغانية في هذا الصدد. وبحسب التقرير "تبرز الهيئة حاجة حكومة أفغانستان إلى إظهار نتائج ملموسة فيما يتعلق بجهودها في مكافحة المخدرات وكمية المساعدات التي تلقتها في السنوات الأخيرة من أجل استعادة الثقة في قدرتها على استغلال هذه الموارد والوفاء بالتزاماتها". ورأى خبراء الأممالمتحدة أيضا أن الاتجاه التصاعدي لزراعة القنب بات "مثيرا للقلق"، بعدما أصبحت أفغانستان ثاني أكبر منتج في العالم له بعد المغرب.