كَشفَت صحيفة "الإندبندنت" البريطانيَّة أن العقل المدبِّر للعمليَّة الأمريكيَّة التي تَمَّ خلالها اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو الماضي بباكستان، أحد عملاء وحدة مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزيَّة الأمريكيَّة. وقال الكاتب في الصحيفة ديفيد أوزبورن: إن هناك عددًا كافيًا من الأشخاص في واشنطن الذين يعرفون من هو الشخص الملقَّب ب (جون) بالطبع بمن فيهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وفريقه لشئون الأمن، كما لن يستطيع أعضاء لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ نسيان هذا الشخص الذي قدَّم شهادته أمامهم مؤخرًا". وأضاف أوزبورن: "بالنسبة لنا، لا بدَّ أن نطلق العنان لخيالنا لنتصوَّر شكل هذه الشخصيَّة، فنحن لا نعرف عمره أو شكله ولكننا نعرف اسمه الأوسط جون، إن عدم معرفة المزيد عن هذا الشخص الغامض أمرٌ محبط ولكن مفهوم، فالكشف عن شخصية الرجل الذي تعقَّب بن لادن وتسبب في قتله سيعرضه للخطر وانتقام أعضاء تنظيم القاعدة الذين توعَّدوا بالثأر لمقتل زعيمهم". وذكرت الصحيفة أنه وفقًا لتقرير نشرته وكالة أسوشيتدبرس للأنباء وضع هذا الرجل على مدار 10 سنوات كل تصوّر ممكن في مطاردة أسامة بن لادن وهو الذي أقنع أخيرًا رئيسه ليون بانيتا والرئيس أوباما بأنه عثر عليه. ولمزيد من الدقة، تضيف الصحيفة: أخبر "جون" القيادة الأمريكيَّة أن بن لادن ربما يعيش في منزل محصن في أبيت آباد في باكستان، وهو المكان الذي اقتُحم بناءً على أوامر من أوباما من قبل قوات خاصة محمولة جوًّا. ووفقًا للصحيفة فإن "جون" أوصى بشنّ الهجوم على المجمع ورجَّح نسبة وجود بن لادن في المكان بحوالي 80 في المائة فقط. وأوضحت "الإندبندنت" أن وكالة "أسوشتيدبرس" نشرت تقريرها بناءً على معلومات من مصادر في وكالة الاستخبارات الأمريكيَّة، ولكن بشرط واحد وهو عدم الكشف عن هوية "جون". وتقول الصحيفة أن جون التحق عام 2003 بوحدة مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزيَّة الأمريكيَّة التي كانت مكلَّفة بالعثور على عدو أمريكا رقم واحد ومن قبلها كان يعمل جون في إدارة شئون البلقان وروسيا. وتضيف الصحيفة أن جون انضمَّ لفريق وجده مصابًا بخيبة أمل كبيرة، فالكل كان يعلم أن بن لادن تسلَّل إلى جبال تورا بورا في أفغانستان في أواخر عام 2001 بعد أسابيع من هجمات سبتمبر، ولكن هذه كل المعلومات التي بحوزتهم. وعلى مدار السنوات وتغيّر رؤساء وكالة الاستخبارات عرض على جون الانتقال إلى إدارة أخرى، كما عرض عليه الترقي ولكنه رفض، وكان مصممًا على إيجاد بن لادن. وأفاد التقرير أن المدعو جون طلب من فريقه فحص أصغر معلومة متاحة أمامهم وكان يخاطبهم قائلا: "إنه موجود هناك، مشيرًا إلى المناطق القبليَّة الحدوديَّة في باكستان". وفي عام 2007 طالب جون من أحد أفراد فريقه التركيز على شخص يُدعى أبو أحمد الكويتي واعتبره المسئولون الأمريكيون المسئول عن نقل الرسائل في تنظيم القاعدة وقال جون حينها: إن هذا الشخص قد يقود إلى مكان بن لادن. وجاء عام 2010 عندما حدثت انفراجه في قضية أبو أحمد الكويتي فقد بعثت العضوة المكلَّفة بالقضية في فريق جون رسالة كان عنوانها "تضييق الخناق على مرسال القاعدة" ثم أعربت عن اعتقادها بأن بن لادن قد يكون بالقرب من إسلام آباد وليس في الجبال. وعلى الفور تبنَّى جون وجهة النظر هذه وأرسل برقية سرية إلى مدير الاستخبارات ليون بانيتا الذي اقتنع بدوره بضرورة إطلاع الرئيس أوباما بأحدث المعلومات.