فارق الحياة الفنان المغربي الكبير محمد حسن الجندي، في وقت مبكر من صباح اليوم السبت 25 فبراير بمدينة مراكش، بعد وعكة صحية مفاجئة ألمت به مؤخرا. وأكد الفنان أنور الجندي وفاة والده عن عمر يناهز 78 عاما، عقب نزلة برد حادة ألمت به مؤخرا تطورت إلى التهاب رئوي أودى بحياته، مشيرا إلى أن جثمان الراحل في طريقه حاليا نحو العاصمة الرباط. وقال أنور الجندي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، وهو يغالب دموعه، "نحن في طريقنا نحو الرباط، فلا بد أن نقوم بدفن الوالد بالقرب منا، على أن تقام مراسيم الدفن والجنازة يوم غد الأحد". من جهته نعى الموسيقار المغربي نعمان لحلو رحيل الفنان محمد حسن الجندي، وقال ضمن تصريح لهسبريس إن "الجندي وسم التاريخ الفني المغربي المعاصر"، واصفا إياه ب"الأيقونة المغربية بامتياز". وأشار لحلو إلى أن حسن الجندي "قدم الكثير لبلاده، وستشكل وفاته رحيل آخر الممثلين الكبار بالمغرب"، مؤكدا أن "ذكراه ستبقى حية في وجدان الشعب المغربي قاطبة"، بتعبيره. ويعد محمد حسن الجندي واحدا من أهم رواد الحركة الفنية والثقافية في المغرب، وعلما من أعلام المسرح المغربي، وهو مؤلف إذاعي مسرحي وتلفزي، ومخرج وممثل في السينما والتلفزيون والمسرح. واستطاع الفنان البارز أن يبني الجسور بين المغرب والمشرق العربي بأعماله الفنية؛ إذ عرفه الجمهور من خلال أدائه لدور" أبو جهل"، عمرو بن هشام، في فيلم "الرسالة"، وكذلك دور "رستم" في فيلم "القادسية". وتمكن الراحل، عبر الإذاعة، من نقل نبض التراث المغربي إلى المجال الفني الحديث عبر خالدة "الأزلية"؛ التي تحكي بطابع مغربي سيرة البطل الأسطوري سيف بن ذي يزن، محققا نسب متابعة عالية آنذاك. وفي شهر رمضان الماضي خص الجندي قراء هسبريس بحلقات من سيرته الذاتية "ولد القصور" التي وقعها قبل أيام بمعرض الكتاب في الدارالبيضاء، وهو عمل ضمنه الراحل مشاهداته وآراءه وانبطاعاته حيال ما عاشه من أحداث أسرية واجتماعية وفنية، التصقت بمسار حياته الحافلة.