انصب اهتمام الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية على التدابير المثيرة للجدل لإدارة ترامب في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، إضافة إلى جهود فتح نقاش بكندا حول المساعدة الطبية من أجل الموت الرحيم للاشخاص غير القادرين على إعطاء موافقتهم للاستفادة من هذه المساعدة. وهكذا، ذكرت صحيفة (يو إس آي توداي) أن وزير الأمن الداخلي الأمريكي، جون كيلي، أكد أنه لن يكون هناك "أي طرد جماعي" بالولاياتالمتحدة، وأنه لن يتم استخدام الجيش ضد الأشخاص الذين لا يملكون وثائق الإقامة القانونية. وأوضحت الصحيفة أن كيلي أكد، خلال مؤتمر صحفي في مكسيكو سيتي، إلى جانب وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، ونظرائهما المكسيكيين، أن الولاياتالمتحدة "لن تستخدم الجيش في قضية الهجرة" وهو ما يتناقض مع تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي قال إن الجهود التي تبذلها إدارته لطرد بعض المهاجرين غير الشرعيين في البلاد هي "عملية عسكرية". ووفقا للجريدة التي يصدرها الكونغرس الأمريكي، فإن هذا الاجتماع الوزاري بمكسيكو يروم تحسين العلاقات الثنائية التي توترت خلال الايام الماضية، على الخصوص بسبب مشروع بناء الجدار الحدودي مع المكسيك. وفي هذا السياق، أبرزت يومية (بوليتيكو) أن تيلرسون وكيلي حرصا على نقل رسالة مطمئنة إلى نظرائهما المكسيكيين، في وقت لا تزال فيه قضيتا الهجرة غير الشرعية والتجارة الحدودية تؤجج التوترات بين البلدين. وأضافت الصحيفة أنه خلال زيارة هذين المسؤولين الأمريكيين، عبرت السلطات المكسيكية عن قلقها إزاء المشاريع التي أعلنتها الحكومة الأمريكية. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن وزير الخارجية المكسيكي، لويس فيدغراي، عبر عن مخاوف المكسيكيين من السياسات، التي "يمكن أن تهدد المصالح الوطنية والمكسيكيين، هنا وفي الخارج ". وبدورها، كتبت صحيفة (لاخورنادا) المكسيكية أن الولاياتالمتحدة لن تقوم بترحيل جماعي وأن عمليات إرجاع المهاجرين ستتم وفقا لحقوق الإنسان والنظام القانوني القائم، حسب ما أكد جون كيلي وزير الأمن الداخلي في البلد المجاور، مشيرا إلى أنه لن يتم استخدام القوات العسكرية فيما يتعلق بالعمليات التي تهم الهجرة. وأضافت الصحيفة أن تصريحات المسؤول الأمريكي سجلت عقب اجتماع مع نظرائه المكسيكيين في الخارجية لويس فيدغراي، والداخلية ميغيل أنخيل أوسوريو تشونغ، والمالية خوسيي أنطونيو ميد، الذين طالبوا بالحفاظ على مشاريع ترحيل منظمة وضمان احترام حقوق الإنسان للمهاجرين. أما صحيفة (ال يونيفرسال) فأبرزت أن الزيارة الأولى إلى المكسيك لكاتب الدولة الأمريكي ريكس تيلرسون، ووزير الأمن الداخلي الأمريكية، جون كيلي، تخللتها تناقضات وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال صباح الخميس أن ترحيل المهاجرين هي عملية عسكرية، ولكن بعد الظهر شدد جون كيلي بالمكسيك بعد اجتماع مع المسؤولين المكسيكيين، أنه لن تحصل عمليات ترحيل جماعية ولن تستخدم القوة العسكرية في موضوع الهجرة. لكن المتحدث باسم البيت الأبيض شين سبايسر أكد، بعيد ذلك، أن ترامب استخدم كلمة "عسكرية" كصفة للطريقة التي تم بها ذلك. وفي موضوع آخر، كتبت يومية (ذو هيل) أن وزارة العدل الأمريكية ألغت قرارا توجيهيا لإدارة أوباما الرامي إلى عدم استخدام السجون الخاصة للسجناء الفيدراليين. وأوضحت اليومية أنه في رسالة موجهة إلى رئيس إدارة السجون، أعلن وزير العدل الجديد، جيف سيشنز، عن "إلغاء" مذكرة غشت 2016 للحكومة السابقة في هذا الشأن. وسجلت الصحيفة أنه في الوقت الذي كانت تعتبر فيه إدارة أوباما أن السجون الخاصة تشكل مسرحا لمزيد من العنف، وتمنح فرصا أقل لإعادة الإدماج، فإن إدارة ترامب، التي تعهدت بإرساء سياسة صارمة لحفظ الأمن، ترى أن هذه الحدود تعوق قدرة السجون على تلبية الاحتياجات المستقبلية للنظام السجني الفيدرالي. وفي كندا، كتبت يومية (لو دوفوار) أن هناك إجماعا يتأسس بين النواب الكيبيكيين بشأن فكرة إطلاق نقاش عام حول أهمية تقنين المساعدة الطبية من أجل الموت الرحيم بالنسبة للاشخاص غير القادرين على التعبير عن موافقتهم، أمثال المصابين بمرض الزهايمر. وأوضحت الصحيفة أنه بدون اتخاذ التزامات محددة، فتح وزير الصحة، غايتن باريت، الباب الخميس من أجل عقد نقاش عام دعي إليه الحزبان المعارضان الرئيسيان، حزب كيبيك والائتلاف من أجل مستقبل كيبيك، مذكرة بأن القانون الحالي ينص على أن يمكن للمريض أن يعبر عن موافقته للحصول على المساعدة الطبية من أجل الموت الرحيم، وهو ما يؤكد أن جميع الأشخاص الذين يعانون من أمراض أمثال الزهايمر، لا يمكنهم القيام بذلك. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (لابريس) أن باريت لم يغلق باب النقاش بشأن السماح بالمساعدة الطبية من أجل الموت الرحيم، مشيرة إلى أن النائبة عن حزب كيبيك، فيرونيك هيفون، تعتقد أن طلب هذه المساعدة الطبية يظل بكل تأكيد قضية "معقدة"، ولكن لا يمكن التهرب من هذا النقاش الضروري. وأبرزت الصحيفة أن مكتب وزير الصحة الاتحادية، جين فيلبوت، أكد أن حكومة ترودو أجرت بالفعل دراسة لتحديد ما إذا كان ينبغي توسيع نطاق القانون الكندي المتعلق بالمساعدة الطبية من أجل الموت الرحيم، الذي تمت المصادقة عليه في يونية الماضي. وببنما، أبرزت صحيفة (بنماأمريكا) أن رجال الأعمال الكولومبيين يراقبون بقلق كبير إقدام بنما على رفع الرسوم الجمركية على بعض المنتجات المستوردة، موضحة أن الحكومة البنمية صادقت على مرسوم لرفع رسوم استيراد عدد من المنتجات، وذلك في إطار "الحرب التجارية" الدائرة بين البلدين، والتي وصلت إلى منظمة التجارة العالمية. ونقلت الصحيفة عن رئيس الغرفة التجارية الكولومبية البنمية، إدواردو كريستو، أن "الوضع مقلق للغاية والعلاقات التجارية تتراجع كل يوم" منذ إعلان كولومبيا عن فرض رسوم جمركية على بعض وارداتها من المنطقة الحرة لكولون (شمال بنما)، موضحة أن صادرات كولومبيا إلى بنما تراجعت من 3,2 مليار دولار سنة 2015، إلى 2,9 مليار العام الماضي.