أزمة مرور خانقة سببتها الأمطار العاصفية التي شهدتها مدينتا الرباطسلا يوم الخميس، مما أدى لمحاصرة المئات من قاطني سلا المشتغلين في العاصمة، حيث لم يتمكنوا من الوصول إلى منازلهم بعد يوم شاق من العمل. وحسب ما عاينت هسبريس، فإن الطريق الرابطة بين العدوتين عرفت اختناقا تسبب في معاناة الآلاف من قاطني سلا المتوفرين على وسائل نقلهم الخاص، فيما اصطف طابور من السيارات بين المدينتين من أمام محطة القطار سلا، إلى حي حسان الرباطي. معاناة مواطنين ومقابل معاناة أصحاب السيارات، التي تضاعفت مع ساعات الذروة بعد مغادرتهم لمقرات عملهم، لم يجد المئات من المشتغلين في الرباط والقاطنين في سلا من سبيل غير قطع الكيلومترات التي تفصل العدوتين مشيا على الأرجل، وذلك بسبب غياب وسائل النقل العمومية. وتوقفت حركة الترامواي منذ وقت مبكّر من منتصف اليوم، حيث تحولت سكة "الترام" إلى ما يشبه البركة المائية اضطر معها مرتادوه إلى النزول قبل وصولهم إلى وجهاتهم، واستكمال ما تبقى من المسافة راجلين، وهو الأمر الذي أغضب كثيرا العديد من المواطنين الذي استقت هسبريس آراءهم. وقضى مواطنون أزيد من ثلاث ساعات على مستوى قنطرة الحسن الثاني الرابطة بين الرباطوسلا، جراء حالة الاختناق المروري التي بلغت ذروتها حوالي الساعة الخامسة مساء، أي بعد قرابة ساعة من مغادرة الموظفين لمقرات عملهم. وبينما وجد المئات من الأشخاص أنفسهم محتجزين بالطرق الرابطة بين الرباطوسلا، ارتأى آخرون اللجوء إلى الطريق السيار عبر قنطرة محمد السادس المعلقة، مرورا بالضفة الشرقية لسلاالجديدة، ثم الدخول إلى سلا بغرض الهروب من "البلوكاج" الذي تعرفه الطرق التقليدية. واختار سائقو الطاكسيات ركن عرباتهم المهنية في محطات الاستقبال، دون أن يتمكن الآلاف من المواطنين الذين يستقلون هذه الوسيلة يوميا بلوغ بيوتهم، وهو نفس المصير الذي واجه مرتادي الحافلات العمومية، الشيء الذي دفعهم لقضاء ساعات تحت المطر، أو البقاء في مكاتبهم بعد نهاية دوامهم. تبريرات مسؤولين وبرر مسؤولون في مدينة سلا ما حصل من اختناق على مستوى "بالوعاتها" بكثافة التساقطات المطرية، والتي وصلت قرابة 100 مليمتر خلال أربع ساعات، وهو ما قوبل برفض مواطنين تضررت ممتلكاتهم، محملين المنتخبين الذي صوتوا عليهم مسؤولية ما خلفته الأمطار. جامع المعتصم، عمدة مدينة سلا، أعرب في هذا الصدد عن أسفه لما حصل، موضحا في تصريح لهسبريس، بأنه من الطبيعي أن تقع هذه الفيضانات، لأن "التساقطات كانت قياسية واستثنائية"، ولم تتحملها شبكات صرف المياه. وأوضح المعتصم أنه في غضون أقل من أربع ساعات تساقطت حوالي سبعة وتسعون مليمترا، مشيرا إلى أن مجاري المياه لم تتحمل هذا القدر الكبير من التساقطات المطرية، مما تسبب في انسداد الكثير منها، ونتج عنه هذه الحالة التي تعيشها المدينة طيلة المساء. وزاد المتحدث "نعمل رفقة الجهات المختصة والشركة المفوض لها تدبير القطاع على حل المشكل في أسرع وقت"، معبرا عن أمله في انحباس الأمطار قليلا حتى يتمكن أفراد الوقاية المدنية والجهات المختصة توصيل الآليات، قبل أن يختم حديثه بالقول: "نرجو من الله الرحمة". وعزا مسؤول في جهاز الوقاية المدنية بطء التدخلات إلى انسداد الشوارع بسبب الفيضانات التي عرفتها المدينتان، مما جعل مهمة نقل الآليات شبه مستحيلة"، فيما قال أحد مهندسي شركة تدبير الصرف الصحي بسلا إن توقف المواصلات، بما فيها القطار والطرامواي، شكل حاجزا أمام تنقل آليات السلطات المعنية بغرض التدخل الميداني".