أطلق عدد من النشطاء بمدينة الناظور حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تطالب السلطة المحلية بالتدخل لوقف احتلال الباعة المتجولين للشارع العام. الناشطون اختاروا لحملتهم شعار "ألو الباشا.. الناظور أصبحت جوطية"، ودعوا السلطة إلى تطبيق القانون، وعدم إغماض العين عمّا يجري من احتلال عشوائي لشوارع المدينة. حكيم شملال، أحد النشطاء الداعين للحملة، شدد، في تصريح لهسبريس، على كون الناظور أضحت، في الآونة الاخيرة، لا تطاق بسبب احتلال الباعة الجائلين لمختلف الشوارع والأرصفة، زيادة على الشجارات اليومية التي تستعمل فيها السكاكين وترعب المواطنين وتهدد أمنهم. وقال المتحدث نفسه: "بعد الانتهاء من عرض سلعهم، يخلفون وراءهم مزابل. وباشا المدينة والسلطات الوصية لا تبالي، وتفضل العمل بمقولة: كم حاجة قضيناها بتركها"، واعتبر ذلك "خطير جدا". ويرى الناشط الجمعوي بالناظور أن مخاطبة الباشا دون العامل لن تجدي نفعا، وقال: "منذ مجيء العامل ويحاول بشتى الطرق التهدئة حتى أصبح لا يقدم أي حلول للمدينة، حتى إن الفاعلين أصبحوا لا يحسبونه كوازن في الإقليم، وأضحى تعاملنا فقط مع الباشا، في حين إن العامل يواجه مطالبنا بالأحاديث النبوية التي تحث على الصبر". وشدد شملال على أن الوضعية المتسمة بالفوضى تساهم في "قتل التجارة المقننة اقتصاديا"، مشددا على أن "المدينة لا تستفيد من التجارة العشوائية، والتجارة المقننة في الإقليم راكدة". بدوره اعتبر الصحافي رمسيس بولعيون أن هذه الحملة تأتي للتعبير عن الغضب تجاه اللامبالاة التي تنهجها السلطات المحلية أمام الانتشار المهول للباعة المتجولين و"الفراشة"، وقال: "كل الساحات العمومية والأرصفة في أهم شوارع المدينة أصبحت محتلة من طرف الفراشة والمقاهي والمطاعم أيضا". وشدد المتحدث، في تصريح لهسبريس، على أن الحملة أتت من أجل لفت الانتباه ودق ناقوس الخطر حتى يتحرك المسؤولون لإيجاد حلول ناجعة لهذه الظاهرة، وطالب الباشا بالتحرك "لكونه المسؤول المباشر"، وأضاف: "لا يعقل أن مدينة الناظور اليوم تعرف مشاريع ضخمة من قبيل مشروع إعادة تهيئة بحيرة مارتشيكا الذي يعتبر من أكبر المشاريع السياحية في المغرب، وكذلك مشروع ميناء غرب المتوسط، وفي الوقت نفسه تعيش هذه الفوضى". واعتبر الإعلامي ذاته أنه "لا بديل اليوم لفعاليات المجتمع المدني والغيورين على هذه المدينة إلا إطلاق حملات من هذا القبيل لتحريك المسؤولين"، بتعبيره.