ناشد نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، السلطات العمومية، بضرورة الاستمرار في شن حملاتها لتطهير ساحات وشوارع الناظور من "الفراشة" والباعة المتجولين، لإعادة الحياة للمدينة التي تحولت لفضاء عنوانه الفوضى و العبث بسبب الارتفاع المهول لظاهرة التجارة العشوائية على الأرصفة. و تحت شعار " نريد ساحات وشوارع بدون فراشة" طالب فاعلون جمعويون و آخرون ينشطون في المجال الثقافي والحقوقي، من السلطة المحلية بمدينة الناظور، مواصلة ما بدأته في الأسبوع الماضي، و الرفع من وتيرة حملاتها ليمر صيف هذه السنة في ظروف أفضل، خاصة وأن الفترة الحالية تتزامن و عودة الجالية المقيمة بالخارج، حيث تكتظ الشوارع بالمواطنين فينتهي الأمر في حالات كثيرة إلى خصام و اصطدامات. وقال متحدث إلى "ناظورسيتي" أنه أصبح غير قادر على تحمل الفوضى التي تعيش أغلب الشوارع والأزقة و الساحات العمومية بالناظور على وقععها، ما يدفعه إلى قضاء عطلته خارج المدينة، و أوضح أن هناك من المنتخبين من يشجع على استفحال ظاهرة الباعة المتجولين بسبب مهادنتهم لهذه الفئة التي يعتبرونها رقما يستثمرونه في حملاتهم الانتخابية. و أكدت مصادر، ان بعض الجهات تستفيد بشكل غير قانوني من اتاوات تفرض على الباعة المتجولين، ما يدفعها الى عرقلة أي خطة تسطرها السلطات لمنع استغلال الملك العمومي. من جهة ثانية، ربط نشطاء آخرون بين الحملات التي تشنها السلطات ضد "الفراشة" و ضرورة إيجاد حلول ناجعة ومنطقية تراعي مصدر رزق هذه الفئة الهامة من المواطنين، وطالبوا بتخصيص بعض الأمكنة البعيدة عن مركز المدينة وفي أوقات محددة، وجعلها في متناول الباعة المتجولين لممارسة نشاطهم التجاري. الباعة المتجولون مواطنون أيضا، ومن حقهم البحث عن مورد الرزق، وبالتالي فلا يمكن الحديث عن حملة للحفاظ على جمالية المدينة، بمعزل عن الحقوق المادية لهذه الفئة، وبالتالي فإن أي برنامج تسطره السلطات و المجلس الجماعي يجب أن يستحضر ويراعي أحقية هؤلاء في الحفاظ على مصدر عيشهم ... يضيف "ط،ب" ناشط جمعوي بالناظور. إلى ذلك، تأتي كل هذه التحذيرات من مخاطر تنامي أعداد الباعة المتجولين بالناظور، وعدم حل مشاكلهم وتنظيم القطاع بشكل يكون أكثر دقة وهيكلة، في سياق الحادثة التي عرفتها المدينة بداية هذا الأسبوع بعد حدوث اصطدامات بين بعض "الفراشة" والسلطات، والتي أدت إلى إصابة بائع بحروق متفاوتة الخطورة على مستوى أنحاء متفرقة من بدنه.