شكّلت عناصر أمنية من القوات العمومية، صباح اليوم الثلاثاء، حاجزا بشريا أمام عدد من شباب مدينة خريبكة، لمنعهم من الوصول إلى مقر إدارة المصلحة الاجتماعية للمجمع الشريف للفوسفاط؛ وهو ما دفع الغاضبين إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام الحاجز الأمني، وترديد شعارات مطالبة بالشغل، وتفعيل الفصل السادس من القانون الداخلي للمؤسسة الفوسفاطية. المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، وأغلبهم من قاطني الحي السكني البيوت وأبناء عمال سابقين بالمجمع الشريف للفوسفاط، ردّدوا شعارات ذات علاقة بأوضاعهم؛ من قبيل: "حالة ما هي حالة، ها الفوسفاط ها البطالة"، و"لوسيبّي أكبر خائن، وضيّع لينا الوالدين"، و"علاش جينا واحتجينا، والدينا ضاعو لينا، وهادو باعو وشراو فينا". واستحضر الغاضبون في وقفتهم أحداثا شهدتها مدينة خريبكة منذ سنوات، وأسفرت عن اعتقال مجموعة من المحتجين المطالبين بالشغل، إذ رفع المشاركون في وقفة اليوم شعارات حول القضايا السابقة؛ من بينها "زوروا المحاضر، دارو قضية، دارو مسرحية"، "والله والله ما مفاكين"، و"أنا ماشي فوضاوي، أنا على حقي داوي"، و"على حقّي ما تخلعني، وعلى حقي ما ترهبني"، و"صوّرني وزيد صوّرني، وجي للدار واعتاقلني". ولم يفوّت المحتجون المناسبة دون توجيه اللوم إلى السلطات التي منعتهم من الاحتجاج أمام إدارات المجمع الشريف للفوسفاط، حيث ردّدوا شعارات عديدة؛ من ضمنها "هادي دولة حكارا، تتقمع الفقرا، وتتحمي الشفارة"، و"المخزن مالك مخلوع، الاحتجاج حق مشروع"، و"فضحو الشفارة.. والقماعة.. والطمّاعة"، قبل أن يوجّهوا نداءات إلى ملك البلاد، من أجل التدخل والاستجابة لمطالبهم، مردّدين شعارات "يا أمير المؤمنين، أجي تشوف الظالمين"، و"يا صاحب الجلالة، أجي تشوف هاد الحالة"، و"مالكنا شاب، ويحبّ الشباب". وتجدر الإشارة إلى أن الوقفة الاحتجاجية جاءت استجابة لبيان جرى نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، يحدّد أسباب الاحتجاج في "تجديد المطالبة بتفعيل الفصل السادس من القانون المنجمي الذي يعطي الأولوية في التشغيل لأبناء المتقاعدين وأبناء المنطقة، والمطالبة بلجنة للتحقيق في الخروقات وتلاعبات مسؤولي إدارة المصالح الاجتماعية التابعة للمجمع، وعن مصدر الثروة التي بات يتربع عليها بعض رجالات الإدارة المذكورة، مع مطالبة إدارة المجمع بالاعتراف بالأمراض المهنية والتعويض عن الضرر الاجتماعي والبيئي والديمغرافي الذي لحق بساكنة المنطقة، جراء الاستغلال المنجمي". وأشار البيان، الذي تتوفر جريدة هسبريس الإلكترونية على نسخة منه، إلى أن "المشاريع المنجزة لم يستفد منها إلا ذوو النفوذ من أصدقاء المجمع ورجالاته بالإقليم؛ وعلى رأسهم اللوبي المتحكم في مفاصل إدارة المصالح الاجتماعية. أما أبناء الإقليم، فكل مكاتب تلك الإدارة موصدة في وجوههم، بالرغم من أن الأوضاع اليوم لا تقل حدّة عن أوضاع 2011، إن لم نقل أنها في تزايد".