أعاد نشطاء حركة 20 فبراير ذكريات الحراك الذي عرفته البلاد ابتداء من سنة 2011، من خلال حرص المشاركين في الوقفة الاحتجاجية المنظمة بخريبكة، ليل الاثنين، على ترديد شعارات وُصفت بالجريئة والقوية، ولامست مجموعة من القضايا والمطالب الاجتماعية ذات الطابع المحلي والوطني، فيما استغل الغاضبون المناسبة لتوجيه انتقاداتهم للنظام والحكومة، مع رفع لافتة تصف احتجاجهم ب "النضال المستمر، حتى إسقاط المخزن، راعي الفساد والاستبداد، وإقامة نظام ديمقراطي"، بتعبير اللافتة. وطغى اللونان الأسود والأحمر على الوقفة الاحتجاجية المنظمة وسط ساحة المجاهدين بخريبكة، بمعية نشطاء حركة 20 فبراير ببني ملال؛ حيث رفع المحتجون رايات حمراء كُتب عليها "على درب المعتقل والشهيد سائرون"، وأخرى سوداء تحمل عبارات "حركة 20 فبراير"، و"عاش الشعب"، إلى جانب مجموعة من اللافتات، كُتب عليها "لا للاعتقال السياسي"، و"طحن مّو"، و"لا للإفلات من العقاب في الجرائم السياسية والاقتصادية"، و"سطوب الحكرة"، و"نعم لإقامة نظام ديمقراطي". وردّد المحتجون شعارات عديدة، من بينها "الوفاء الوفاء، لدماء الشهداء"، و"كل عام وحنايا مناضلين، وكل عام يحيا شباب العشرين، وبالكرامة والحرية مطالبين"، و"تحيا ثورة العمال والفلاحين"، و"الحل الوحيد من كل الحلول.. إسقاط المخزن"، و"هاد الدولة حكارة، تتطحن الفُقرا"، و"هاد الدولة ريعيّة، وتتسمّن الأغنيا"، و"لولادهم المناصب، ولأولاد الشعب الله يجيب"، و"عليك لامان عليك لامان، لا أخنوش لا بنكيران، لا حكومة لا برلمان". وصدحت حناجر الغاضبين بشعارات ذات طابع محلي، من بينها "قالت خريبكة للرباط، بغيت حقي في الفوسفاط"، و"خريبكة عامرة فوسفاط، والجماهير تحت الصباط"، و"الفوسفاط وجوج بحورا، وعايشين عيشة مقهورة"، و"علاش جينا وحتجينا، الكرامة.. الحرية.. اللي بغينا"، وشعارات ذات طابع وطني، من قبيل "ما دار والو ما دار والو، المخزن.. المُفسد.. القمّاع يمشي فحالو"، "ولد الشعب، بغا رزقو، بغا حقو.. طحن مّو"، و"هي كلمة واحدة، هاد الدولة فاسدة"، و"واك واك على ورطة، الحكومة بلا سلطة"، و"واك واك على فضيحة، والفساد عطا الريحة". وجاء من ضمن الشعارات التي ردّدها نشطاء الحركة "بوعياش وإمزورن، تمرّد وعصيان"، و"ما في حل ما في حل، وثورتنا لازم تشعل"، و"واهيا واهيا، واللي حاكمينّا مافيا"، و"يا المخزن يا الشماتة، هز العسكر وحرّر سبتة"، و"عاش الشعب وعاش عاش، والمغاربة ماشي أوباش"، و"علّينا الراية علينا الراية، حنا مواطنين ماشي رعايا"، و"شوف.. سمع، الشعب ما يركع"، و"يا مخزن يا دكتاتور، دابا يجي عليك الدور". وألقى المهدي عسّال، أحد نشطاء حركة 20 فبراير بخريبكة، كلمة ختامية، أشار من خلالها إلى أن "انطلاق الحركة سنة 2011 تزامن مع الثورات الشعبية التي شهدتها مجموعة من الدول العربية، وما خرج النشطاء إلا من أجل الدفاع عن المغاربة، ضد المخزن الجبان الذي أقصى وعذّب الشعب"، مضيفا أن "الأموال تُصرف في باناما وإفريقيا والسويد، في الوقت الذي يموت فيه المواطنون في الجبال جوعا". وقال المتحدث: "الدولة الآن تُنهب من طرف حوالي 1000 شخص، في حين تموت حوالي 33 مليون نسمة جوعا، منهم المجازون والدكاترة والمهندسون وأصحاب الماستر الذين يعانون من البطالة، في الوقت الذي تباع فيه الدولة وتُسرق"، ضاربا مثالا بمدينة خريبكة التي "تخرج منها الملايير يوميا، عبر القطارات الفوسفاطية، أمام أعين السكان الذين لا يعرفون مصير تلك الثروات"، بحسب تعبيره. وأوضح عسّال أن "الفئة الشابة بمدينة خريبكة تحولت إلى باعة متجولين بسبب غياب فرص الشغل، في الوقت الذي يعاني فيه السكان من الأمراض والحساسية والضيقة والسرطان بسبب الفوسفاط"، مضيفا أن "المدينة صارت محاصرة، وتشهد يوميا أشكالا من الاحتجاجات، سواء من طرف الشباب العاطل، أو عمال الوساطة، أو ضحايا الزيتونة، أو عاملات النظافة بالمؤسسات التعليمية، أو أبناء البيوت والقدس والمسيرة والبريك". وعبّر المتحدث عن "استنكاره لغياب الحي الجامعي بخريبكة، ما يدفع الراغبين في استكمال دراستهم الجامعية إلى الكراء، وما يرافقه من معاناة الآباء ماديا"، مضيفا أن "الطالب القادم من ضواحي خريبكة يعاني ويكابر من أجل الحصول على الإجازة، وفي نهاية المطاف يجد عصا القوات العمومية في انتظاره"، قبل أن يتساءل عن التنمية البشرية بخريبكة، "في ظل إصرار باشا المدينة على إغلاق مكتبه، ورفض تقديم الوصل النهائي للجمعيات الحقوقية". وختم المهدي عسّال كلمته بالتأكيد على أن "من يتحدث عن انتهاء وموت حركة 20 فبراير بخريبكة فهو واهم؛ لأنها مستقرة في روح الشعب المغربي، شبابه وشيوخه"، مشيرا إلى أن "مطالب الحركة تم الالتفاف عليها من طرف المخزن وعملائه وبيادقه وخونة الشعب المغربي".