يواصل مرض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي يعيش وضعية صحية حرجة منذ شهور خلت، تفويت العديد من الفرص والمواعيد السياسية الهامة لبلاده، لعل آخرها إرجاء زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للجزائر إلى موعد لم يتم تحديده. وأفادت الرئاسة الجزائرية، عبر بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، بأن ألمانياوالجزائر اتفقتا على تأجيل زيارة كان مقررا أن تجريها المستشارة الألمانية للبلاد اليوم الاثنين، بسبب "مانع صحي" للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأضاف بيان قصر المرادية بأن "هذا التأجيل راجع إلى التعذر المؤقت لعبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، المتواجد بإقامته في الجزائر، بسبب التهاب حاد للشعب الهوائية"، موردا بأن "هذه الزيارة ستبرمج من جديد في تاريخ يحدده الطرفان لاحقا". وكان مقررا أن تصل ميركل إلى الجزائر بعد ظهر اليوم في زيارة تدوم يومين، قصد بحث ملفات التعاون المشترك بين البلدين وملفي الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، ومكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا، وملفات أخرى. وذكرت مصادر في الحكومة الألمانية بأن الجزائر تعتبر لاعبا مهما بالنسبة لأمن واستقرار المنطقة، حيث يتضمن برنامج ميركل في الجزائر عقد محادثات مع بوتفليقة، ورئيس الوزراء عبد المالك سلال، كما أنها كانت ستعقد لقاء مع ممثلي المجتمع المدني الجزائري. لقاء ميركل المؤجل بممثلي المجتمع المدني الجزائري يأتي في ظل انتقادات موجهة إلى القيود المفروضة على حرية التجمعات وحرية الصحافة في الجزائر، فيما أكدت الحكومية الألمانية أنه من الممكن تحسين التوازن بين الأمن والحقوق المدنية. ولعل القضية الأكثر راهنية في العلاقات بين البلدين، موضوع إعادة طالبي اللجوء الجزائريين المرفوضين في ألمانيا، إذ لم تتمكن برلين سوى من ترحيل 140 جزائريا فقط من إجمالي نحو 3 آلاف طالب لجوء جزائري.