إجراءات أمنية جد مشددة فرضتها السلطات المحلية والمصالح الأمنية بولاية مراكش بعد وصول شقيق الملك محمد السادس، الأمير مولاي رشيد، مرفوقا بولي العهد الأمير الصغير مولاي الحسن، لتشييع جنازة الراحل امحمد بوستة، الأمين العام الأسبق لحزب الاستقلال والوزير الأسبق، وهي الإجراءات التي طالت الصحافيين إثر منعهم من تغطية حدث الصلاة والدفن، وصلت إلى درجة تكسير آلة تصوير وجرح أحد المصورين. مراسيم جنازة الراحل بوستة التي أقيمت صلاتها بمسجد بن يوسف، فيما تمت عملية الدفن بزاوية سيدي بلعريف، ظهر اليوم الأحد وسط مدينة مراكش، حضرها عدد من مستشاري الملك، ضمنهم ياسر الزناكي والطيب الفاسي الفهري، إلى جانب الجنرال دوكوردارمي حسني بنسليمان، والشرقي اضريس، الوزير المنتدب في وزارة الداخلية، قبل أن يلتحق، متأخرا بجمع المصلين على الجنازة، رئيس الحكومة المعين، عبد الاله بنكيران، ووزير العدل والحريات، مصطفى الرميد. وسجِّل حضور مسؤولين رسميين وشخصيات مدنية وسياسية وحقوقية وفنية لتشييع جثمان الراحل امحمد بوستة، الذي وافته المنية مساء أمس الجمعة، عن عمر يناهز 92 سنة، من قبيل الأمناء العامين لأحزاب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، والاستقلال، حميد شباط، والحركة الشعبية، امحند العنصر، والاتحاد الدستوري، محمد ساجد، فضلا عن حضور عباس الفاسي، الوزير الأول السابق، وعبد الواحد الفاسي، زعيم تيار "بلا هوادة" بحزب الاستقلال، ووزير التشغيل عبد السلام الصديقي، ورئيس المجلس الأعلى للحسابات إدريس جطو، وشخصيات أخرى. وأثار منع الصحافيين والإعلاميين من تغطية مراسيم صلاة الجنازة بالمسجد ودفن جثمان الزعيم الاستقلالي بزاوية سيدي بلعريف، سخطا عارما واحتجاجا على الإجراءات الأمنية التي طالت محيط المنطقة، بمبرر تواجد شخصيات مهمة في الدولة، على رأسها الأمير مولاي رشيد وولي العهد الأمير مولاي الحسن، وهو الاحتجاج الذي اشتد بعد السماح لممثلي وسائل الإعلام الرسمية بمواكبة الحدث دون باقي المنابر الإعلامية الأخرى. وتحول محيط ساحة مسجد بن يوسف إلى مسرح للمواجهة بين الصحافيين والجدار العازل الذي فرضته عناصر الأمن والقوات المساعدة لتحول دون بلوغهم إلى حدث تشييع الجنازة؛ حيث بادر أفراد الأمن الوطني والقوات المساعدة إلى دفع المصورين والصحافيين بشكل عنيف في أكثر من فرصة، نتج عنه تكسير عدسة أحد المصورين وجرح آخر على مستوى الكف. وحضر شقيق الملك محمد السادس الأمير مولاي رشيد، مرفوقا بولي العهد الأمير الصغير مولاي الحسن، جنازة امحمد بوستة، القيادي والزعيم السياسي الذي وافته المنية في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة؛ حيث صليا على الجنازة بمسجد بن يوسف بمدينة مراكش، وسط تدابير أمنية مشددة بدأت من مدخل ساحة جامع الفنا الشهيرة. ومنذ صبيحة اليوم الأحد، غصّ منزل أسرة المناضل الوطني والقيادي الاستقلالي الراحل بمئات المعزين، الذين كان من بينهم أفراد أسرته وعائلته، على جانب قيادات بارزة في حزب الاستقلال ووزراء الحزب السابقين، وشخصيات رسمية وسياسية أخرى، مع توافد العشرات من أبناء مراكش من معارفه وأصدقائه ومواطنين عاديين، الذين قدموا لتقديم التعزية بشكل عفوي.