في مقاربة تاريخية، جرد فتح الله ولعلو أسباب طفرة الاقتصاد الصيني في علاقته مع المغاربة والمغاربيين والعرب، خلال لقاء خصص لتقديم كتابه "نحن والصين.. الجواب على التجاوز الثاني"، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب. وأبرز ولعلو، في مداخلة له، أن كتابه الصادر باللغتين العربية والفرنسية يسلط الضوء على انتقال الصين من بلد نامٍ إلى قوة اقتصادية بامتياز، وعلق على ذلك بالقول: "العالم يعيش الآن تجاوزا يأتي من الصين، لذلك وجب أن نفهم أسباب نجاحها لاستخلاص الدروس، أخذا بعين الاعتبار تاريخها وجغرافيتها". وأوضح المتحدث في السياق ذاته أن "تحول الصين إلى مقام قوة اقتصادية أثر على المغرب والمغاربة وإفريقيا، لأنه يحمل معه تجاوزا تاريخيا ثانيا"، وزاد: "لا يصدر هذا عن الغرب كما حدث في القرن الثامن عشر، بل من الصين البعيدة منا، لكنها ظلت قريبة من حياتنا اليومية". وفي تعليقه على القواسم المشتركة بين البلدين، يوضح ولعلو: "نحن والصين لدينا قواسم تاريخية مشتركة. تأسيس الدولتين انطلق من إمبراطورية، وتم استعمارنا نحن من طرف فرنسا وإسبانيا، وهم من طرف الفرنسيين والبرتغال والألمان والروس واليابان، بالإضافة إلى تشبثنا معا بقضية الوحدة الترابية". وفي جرده لتناقضات البلدين، يقول ولعلو: "الصين تستند إلى الماضي والتاريخ وتنفتح على الحداثة، ومتشبثة بالوحدة الترابية ومنفتحة على الفضاء الجهوي والإقليمي"، وأبرز أنها "تعد فاعلا مؤثرا في إفريقيا، على الرغم من أن تدخلها في الرأسمال الإفريقي يمثل 5 في المائة فقط"، ومعتبرا أن القارة الإفريقية أصبحت موقعا للتنافس بين أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية إلى جانب الصين. من جهة ثانية، أكد الكاتب والسياسي المغربي أن "الربيع العربي" خلق ارتباكا لدى الصينيين، وجعل أملهم معقودا على المغرب باعتباره بوابة أوروبا، داعيا المغاربة إلى استيعاب التجربة الصينية ومخاطبتها في الوقت نفسه، واسترسل: "عالم اليوم بفضل الصين أصبح متعدد الأقطاب.. يجب أن نهيئ أنفسنا للتعامل معها انطلاقا من مصالحنا".