تناولت الصحف الصادرة اليوم الخميس في منطقة شرق أوربا مواضيع متنوعة من بينها أزمة الديون اليونانية والاصلاحات الدستورية في تركيا والعلاقات بين روسياوأوكرانيا علاوة على قضايا أخرى سياسية واقتصادية. ففي بولونيا كتبت صحيفة "رزيشبوسبوليتا" أن سياسة الخوصصة ،التي تبنتها وارسو في الجانب الاقتصادي والخدماتي ،قد أتت بشكل عام أكلها وساهمت الى حد ما في دعم الاقتصاد وتطويره وتسريع وتيرة التنمية وجلب الاستثمارات ،إلا أن خوصصة بنيات الثقافة "لم تحقق نفس النجاح". ورأت الصحيفة أن القطاع الثقافي في مجمله بعد خوصصة البنيات الثقافية ،من مسارح ودور الأوبرا ومعاهد الموسيقى ، لم يحقق النجاح الاقتصادي المرجو ،بل أكثر من ذلك ساهم في إفلاس العديد من المؤسسات الثقافية ،خاصة منها المسارح ،التي لم تقوى على مواجهة التحديات المالية ولم تستطع ضمان حسن تدبيرها ،"مما أدخلها في دوامة صعبة صعبت من مأمورية أداء مهامها الثقافية ". واعتبرت أنه والحالة هاته وأمام الصعوبات المالية التي تعاني منها بنيات ثقافية عديدة،"يقتضي الأمر تدخلا عاجلا من الجهات الرسمية لإرجاع الروح الى هذه المؤسسات وتمكينها من الاطلاع بدورها الثقافي الخالص بعيدا عن الحسابات المالية ،التي لا يفهم فيها كثيرا المبدعون والمثقفون "،مبرزة أن مفهوم الاستثمار المربح يجب أن يبقى بعيدا عن المجال الفكري والثقافي والروحي كمجال "لا يقوى على المنافسة الشرسة ،التي قد تفقد المجتمع حسه الجمالي المترفع عن الماديات والحسابات المالية". وتطرقت صحيفة "فيبورشا" للصراع السياسي والعسكري بين روسياوأوكرانيا من منطلق أنه يهدد أمن وسلامة بولونيا ،ومن شأن تفاقم هذا الوضع وعدم ايجاد الحلول العاجلة له "فقد يؤدي الأمر الى توترات قد لا تكون في صالح أي دولة من دول أوروبا الشرقية بشكل عام". ورأت الصحيفة أن رئيس الولاياتالمتحدة الجديد دونالد ترامب "ملزم بإيلاء قضية التدخل الروسي في أوكرانيا الاهتمام اللازم، بل أكثر من ذلك يجب أن يضعها ضمن أوليات أجندته الدولية، التي لا تقبل التأجيل ،كما على الناتو أن تباشر هذا الموضوع بما يستحق من اهتمام استثنائي، خاصة وأن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم قد مر عليه نحو ثلاث سنوات ". وتساءلت الصحيفة إن كان بمقدور دونالد ترامب أن يفرض وجهة نظر واشنطن في القضية الأوكرانية، وهو ما قد يؤدي الى مواجهة مباشرة مع موسكو ،التي "لا تأبه لحد الساعة بمطالب دول أوروبا الشرقية ،الداعية الى الكف عن الخطابات السياسية التي تؤجج الخلافات والبحث عن مخرج للقضية الأوكرانية عن طريق الحوار البناء" ،مشددة على أن هناك "تخوف كبير لدى دول أوروبا الشرقية ،من ضمنها بولونيا، من أن واشنطن قد تولي ظهرها للقضية الأوكرانية من أجل مصالحها الذاتية ". وفي اليونان ذكرت (كاثيمينيري) أن المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية بيير موسكوفيسي أجرى الاربعاء مباحثات في أثينا مع كبار المسؤولين بهدف التوصل الى تسوية لإتمام التقويم الثاني لبرنامج الاصلاحات المالية اليونانية قبل اجتماع متوقع لمجموعة الاورو في 20 فبراير الجاري. ونقلت الصحيفة عن موسكوفيسي قوله عقب محادثات مع رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس ووزير ماليته يوكليد تساكالوتوس "أمامنا أيام قليلة حاسمة، دعونا نركز الآن على إنهاء هذه المحادثات. المعايير على الطاولة، والكل يعرفها ". وأضافت الصحيفة أن اليونان ماتزال ترفض سن قوانين يطالب بها المانحون لتشريع ضرائب جديدة واقتطاعات في المعاشات تنفذ اوتوماتيكيا ابتداء من العام 2018 في حال عدم تحقيق ميزانية البلاد للأهداف المتوقعة وبما يوفر 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام او 6ر3 مليار اورو سنويا. صحيفة (إيثنوس) ذكرت أن موسكوفيسي رفض التعليق عن الموضوع او تقديم تفاصيل حول مجريات المفاوضات واكتفى بالقول إنه يتعين إيجاد توازن بين ضرورة الحفاظ على متطلبات الميزانية وإرادة تحقيق الشعب اليوناني لنمو وازدهار مستدام. وأضاف قائلا إننا قريبون من تحقيق ذلك التوازن أكثر من أي وقت مضى، مشيرا الى أنه لم يأت لليونان كمفاوض بل كوسيط. وفي روسيا، كتبت صحيفة (إيزفيستيا) أن معارضي دمشق لم يتمكنوا حتى الآن من تشكيل وفد موحد للجولة المقبلة من الحوار في جنيف، في حين لم يبق سوى بضعة أيام على موعد انطلاقها. وذكرت الصحيفة أن المعارضة السورية في الداخل لم توافق على الدخول في إطار وفد واحد لمباحثات جنيف، واعتبر عدد من ممثليها أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا، هو الذي يجب أن يشكل هذا الوفد. ونقلت اليومية عن رئيس "مجموعة موسكو" للمعارضة السورية، قدري جميل، رفضه اقتراح الهيئة العليا للمفاوضات القاضي بتشكيل وفد موحد لمباحثات جنيف، حيث قال "لم يتشاور معنا أحد بشأن هذه المسألة ونحن لن نوافق أبدا على أن يكون ممثلو طرف ما أكثر حضورا من الأطراف الأخرى لأنهم، وكما أظهرت التجربة، غالبا ما يعوقون عملية التفاوض". من جهتها، ذكرت صحيفة (كومسومولسكايا برافدا) أن مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال مايكل فلين، قدم استقالته بعد تسريب تفاصيل محادثاته الهاتفية مع السفير الروسي في واشنطن إلى وسائل الأعلام. وكتبت الصحيفة في مقال لها "لم يكد يمضي شهر واحد على دخول إدارة رئيس الولاياتالمتحدة الخامس والأربعين دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حتى خسرت أول كوادرها حيث تنحى مستشار رئيس الدولة في قضايا الأمن القومي الجنرال مايكل فلين من منصبه يوم الإثنين الماضي". واعتبرت أن مايكل فلين، البالغ من العمر 58 عاما، رجل عسكري اشتهر كشخص مقرب من الكرملين حيث كان مسؤولا عن الاتصالات مع الكرملين، بما في ذلك الاتصالات غير الرسمية. مسجلة أنه، بهذه الصفة، اتصل فلين عبر الهاتف مرارا بالسفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، في الفترة، التي تلت فوز ترامب بالمنصب الرئاسي في الانتخابات التي جرت في نونبر الماضي. وفي النمسا كتبت (كورير) أن وزارة الداخلية تنكب على بحث وثائق مسلمة من قبل النائب عن حزب الخضر بيتر بيلز المختص في قضايا الامن والتي تتهم رئيس الاتحاد الاسلامي لاتراك النمسا فاتح محمد كرداس بالتخابر لفائدة تركيا. وأكد بيلز انه يتوفر على معلومات مفادها ان رئيس هذه الجمعية المؤثرة منخرط في انشطة التجسس على انصار الداعية فتح الله غولين والاكراد والمعارضين والصحافيين مشيرة الى ان الاخير رفض جملة وتفصيلا تلك الادعاءات في تصريحات سابقة للصحافة. صحيفة (دير ستاندار) كشفت أن وزير الداخلية النمساوي المحافظ وولفغانغ سوبوتكا أنفق منذ مجيئه للسلطة في أبريل 2016 مبلغ 152 الف و418 اورو في تنقلات بالطائرة لمسافات قصيرة لا تبعد أكثر من 243 كلم عن فيينا. وفي تركيا كتبت (الحرية ديلي نيوز) أنه على بعد شهرين من الاستفتاء الدستوري يبقى السؤال الجوهري مطروحا هو هل سيصوت الناخبون لفائدة الاصلاح الذي يقر النظام الرئاسي بدلا من البرلماني. واضافت انه بالنسبة لقادة حزب العدالة والتنمية الحاكم فان الناخبين لم يفهموا لغاية الان وفق استطلاعات الرأي اهمية الاصلاحات الجديدة والتي ينتظر تمريرها في استفتاء 16 ابريل حتى تدخل حيز التنفيذ ويصبح لرئيس الجمهورية السلطات الواسعة التي ينتظرها. وأشارت الى أن استطلاعات الرأي تفيد بان موقفي (نعم) و(لا) متقاربان وهو الامر الذي لن يتغير خلال الاسابيع المقبلة قبل ان يبدأ الرئيس اردوغان حملة لفائدة التصويت بنعم حيث يتوقع ان يجري عددا من التجمعات الخطابية في الاقاليم الكبرى بالبلاد وقرابة 30 مدينة. صحيفة (كوم حرية) ذكرت من جانبها ان المنظمات الارهابية تقوم بعمليات دعائية لفائدة التصويت ب(لا) وفق تصريحات لرئيس الوزراء بنعلي يلدريم الذي انتقد ايضا حزب الشعب الجمهوري المعارض لرفضه الاصلاحات الدستورية الى جانب حزب جمهورية الشعوب المقرب من الاكراد.