اهتمت الصحف المغاربية الصادرة، اليوم الأربعاء، بعدة مواضيع، أبرزها تقلبات المشهد السياسي ومساعي ثني شركة نفط عالمية على مغادرة تونس، ونزيف الاحتياطي النقدي الجزائري بسبب الواردات، وكذا الحوار السياسي بموريتانيا. ففي تونس، عادت الجرائد التونسية للحديث عن موضوع التحالفات التي باتت تتركز حول مواقف حركة نداء تونس ذات التوجه الليبرالي من هذه المسألة بحكم تحالفها الحالي مع حزب النهضة ولدورها الرئيسي في المشهد السياسي الوطني، وذلك في خضم الحديث عن تنظيم الانتخابات البلدية نهاية السنة الحالية. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الشروق) في مقال تحت عنوان "مناورة أم دعوة لتجاوز الخلافات" أن حركة نداء تونس أكدت في بيانها الصادر، أول أمس، خوض غمار الانتخابات البلدية والجهوية بلوائح ندائية صرفة، وأنه لا نية لها في التحالف ولا في مشاركة أي طرف حزبي مهما كانت صفته، مشيرة إلى أن برنامجها مختلف تماما عن حركة النهضة التي تعتبرها خصما ومنافسا لها. وأضافت الصحيفة أن هناك صعوبات واقعية تعترض نداء تونس الحالي، من ضمنها أن الحزب يعيش على وقع انشقاقات تلو الأخرى خسر على إثرها في مرحلة أولى بإنشاء حركة مشروع تونس ثم الهيئة التسييرية التي ترنو عقد تحالفات من خلال جبهة الانقاذ المتكونة أساس من حلفاء النداء بالأمس، مشيرة إلى أن استراتيجية العمل الميداني لنداء تونس ظلت محل انتقاد لاسيما بعد غلق عدة مقرات للحزب بالعديد من المعتمديات. من جهتها، أوردت صحيفة (الصريح) أن أنصار حافظ قائد السبسي بحركة نداء تونس عبروا عن رغبتهم في التحالف مع حركة النهضة، لخوض الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها بعد شهر من الآن، وذلك بقوائم مشتركة. وأضافت الصحيفة أن هذا التحالف، الذي يطبخ في الفترة الراهنة بين الطرفين، يبدو أنه غير مرحب به ولا يلقى تجاوبا من أطراف ندائية تردد أنها "استنكرت القرار الذي اتخذه حافظ للتحالف مع النهضة". أما صحيفة (الصباح) فكتبت في مقال تحت عنوان "رفض أي تحالف بعد الانتخابات.. وطريقة لاختيار مرشح الجبهة للرئاسية" أن لقاء خاصا جمع زعماء جبهة الإنقاذ، أول أمس بجهة قمرت، وذلك لتسوية جملة من النقاط الخلافية التي ظهرت مؤخرا أثناء صياغة "الوثيقة التوجيهية" للجبهة والتي تتضمن عدد من المبادئ السياسية الكبرى التي تشكل هويتها. وبخصوص المسائل الانتخابية، أضافت الصحيفة أنه تم التأكيد خلال هذا اللقاء على التزام الجبهة بمكوناتها الحزبية بالفوز في الانتخابات البلدية أو الجهوية وحتى التشريعية ورفض أي تحالف بعد الانتخابات قصد الحكم. أما بخصوص ملف توقف أنشطة شركة "بتروفاك" البريطانية، فأوردت يومية (الصباح) أن وزيرة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، هالة شيخ روحو، أكدت أن أزمة هذه الشركة تتجه نحو التسوية بعد أن أبدت استعدادها البقاء في تونس واستئناف نشاطها في الأيام القيلة القادمة. وتحت عنوان "أزمة بتروفاك تراوح مكانها رغم التطمينات" أشارت نفس اليومية إلى النتائج التي أثمرها اجتماع اليومين الأخيرين مع مدير الاستغلال بالشركة "روب جويكس" الذي يزور تونس من أجل تسوية الأزمة التي لازمتها منذ أزيد من سنة أشهر. وكانت الشركة البريطانية، تضيف الصحيفة، قد توصلت إلى اتفاق مع الحكومة التونسية خلال شتنبر 2016 تراجعت بموجبه عن قرار مغادرة البلاد، الذي اتخذته بعد عدة أشهر من الاحتجاجات التي تسببت في تعطل انتاجها وتكبدت على إثرها خسائر بقيمة 400 ألف دينار تونسي يوميا. وفي الجزائر، أثارت صحيفة (الوطن) إشكالية الارتفاع المستمر للواردات مقابل عائدات المحروقات، في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة إلى منح تراخيص جديدة للواردات. وسجلت الصحيفة أنه "على الرغم من التدابير التي اتخذتها السلطات العمومية بخصوص الحصص والتراخيص لاستيراد بعض المنتجات، لا تزال التجارة الخارجية للجزائر تسجل عجزا"، مشيرة إلى أن عجز الميزانية بلغ سنة 2016 حوالي 17.84 مليار، ليرتفع بذلك إلى 4.8 في المائة. أما صحيفة (لاتريبين) فذكرت أن قائمة المنتجات الخاضعة للترخيص بالاستيراد والحصص، التي سيتم الكشف عنها يوم الأحد المقبل، ستعطي "فكرة عن واقع الجهود المبذولة لخفض فواتير الواردات باهظة الثمن." وأضافت الصحيفة أنه سيتم معرفة "ما إذا كان للحكومة إرادة أو لا لبذل المزيد من الجهود، من أجل ترشيد أكثر وخاصة في مجال إنفاق العملات الأجنبية". وفي نفس السياق، سجلت صحيفة (لوجور دالجيري) أن السوق غير المنظم، حيث يزدهر استيراد البضائع والسلع المهربة، "لا تزال متفشية، على الرغم من أن السلطات اتخذت إجراءات صارمة للقضاء عليها بحلول سنة 2012". ونقلت الصحيفة عن وزارة التجارة أن هذه الظاهرة "عادت إلى الواجهة من خلال تواجد ما لا يقل عن 44 موقع غير قانوني جديد تم إحصاؤه سنة 2016". وفي موريتانيا، اهتمت الصحف المحلية، على الخصوص، بالحوار السياسي واختطاف أربعة موريتانيين قرب الحدود المالية. وفي هذا السياق، أوردت صحيفة (الأخبار أنفو) أن منتدى الوحدة والديمقراطية (معارضة) أكد أن الخبر الذي تداولته مؤخرا وسائل الاعلام المحلية حول عقد لقاءات خلال الأيام الماضية بين قادة المنتدى ومسؤولين ينتمون إلى الحزب الحاكم "عار من الصحة ". وأضافت الصحيفة أن المنتدى أصدر بيانا ينفي فيه هذا الخبر وذلك بعدما نشرت وسائل إعلام محلية خبرا عن عقد لقاءات بين قادة المنتدى ومسؤولين ينتمون إلى الحزب الحاكم حول "إطلاق حوار جديد بمشاركة المنتدى أو بعض أحزابه". ومن جهة أخرى نقلت الصحافة المحلية خبر اختطاف أربعة مواطنين بأقصى شرق البلاد على يد مجموعة مسلحة. وأضافت نفس المصادر أن وحدة من الجيش الموريتاني تحركت لتعقب الخاطفين الذين صادروا بنادق صيد كانت بحوزة الرهائن، مذكرة أن البلاد عرفت في السنوات الأخيرة عمليات مشابهة قام بها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.