مناصرون للبيئة ومغرمون بالتصوير ومتأثرون بالأفلام الكرتونية "" ماذا يحدث في عالم الجن؟!. هل يواجهون مشكلة إنفجار سكاني؟!. هل يودون اللجوء السياسي لدينا هربًا من حكومة بوليسية تسلطية تلاحقهم هناك. أم إنهم سئموا من طبيعتهم غير المرئية، وبدأوا يكرهون مواهبهم الخارقة، ويفضلون النفاذ إلى عالم البطء والبدانة والأمراض الخاص بالبشر. ربما الأمر أقل من ذلك، وهم يرغبون فقط في أن يداعبونا ويكشفوا لنا حس الفكاهة لديهم من أجل تغيير الصورة النمطية المرعبة عنهم. من المؤكد أننا لن نسمع منهم أي إجابات على نشاطهم الملحوظ وظهورهم المتكرر خلال الأشهر القليلة الماضية في السعودية ومحاولتهم التطفل على عالمنا، وهذا بحسب الأخبار التي نشرتها عنهم مؤخرًا وسائل الإعلام السعودية المحلية. قبل عدة أشهر انتشرت قصة لجنية استخدمت المكنسة للطيران (ذات الحركة التي كانت تقوم بها العجوز الساحرة في المسلسل الكارتوني الشهير " باباي" عندما تريد أن تنجو بفعلتها) من بيت إلى بيت بعد أن قام رجال الشرطة الدينية بمحاصرتها. وهناك مجموعة من الجن يبدو أنهم من المناصرين لقضايا البيئة، تظاهروا تحت نخلة قديمة في المدينةالمنورة، ورفضوا قطعها ولم تنفع حتى المعدات الضخمة الحديثة لإقناعهم باقتلاعها وتم تركها على حالها. أحد المشايخ الشهيرين قال إنه يوجد تحتها وادٍ من الجن. هناك جني معجب بتقنية التصوير عن طريق الجوال، وذلك عندما انتظر بعض الوقت ريثما تلتقط ربة منزل صورة له قبل أن يتلاشى (هذه القصة قالها لإيلاف أحد الأشخاص وهي تتكرر كثيرًا) من الواضح وعبر أكثر من قصة رغبتهم في بعث رسالة لنا ولكن ماهي؟ بحسب الرواية الدينية، فإن الجن عالم موجود وهناك صورة كاملة في القرآن تتحدث عنهم. وتقول هذه الرواية إنهم موجودون في كل مكان. يحومون في غرف نومنا ويشاهدوننا عراة ويرافقوننا في رحلاتنا الجوية ويعبرون من أمام وجوهونا في مواعيدنا الغرامية السرية. ولكن أيضًا يمكن أن يعيشوا في الأماكن الخربة ويلهون بجانب الطرق السريعة ويختبئون في أعماق الصحاري الموحشة أو يصلون فوق الهضاب المستوية. غير المؤمنين لا يصدقوا الرواية الدينية، ويقولون إن الجن لا وجود لهم وإنهم مجرد أفكار وخيالات ولدت في المرحلة التاريخية الطويلة التي عاش فيها العقل الأسطوري. ولكن في عالم المؤمنين الشاسع، فإن الجن موجودون وهم شركاء لنا في هذا العالم ومرحب بهم بشرط ألا يحاولوا مضايقتهم والدخول إلى أحشائهم. إنه عالم مجهول تمامًا، ويمكن أن تفكر عنهم بما تشاء ولكن الصورة النمطية التي شكلها عنهم البشر عبر وسائل إعلامهم هي صورة لمخلوقات نحلية مكسوة بجلد مطاطي أخضر وأعينها صفراء أو حمراء مع بؤبؤ عين يقطعها من أعلى لأسفل. إن لديهم جينات وراثية قريبة من جينات الشياطين. إنهم قبائل كبيرة متشابهة تتحرك في الظلام الدامس مثيرة موجة ناعمة من الغبار. ولكن من الواضح أن هذا الخيال يتشكل بفعل تأثير أفلام شهيرة مثل (ملك الخواتم) التي تظهر فيها مخلوقات غريبة . ولكن ربما العكس هو صحيح ، ورجالهم شديدو الشبه بالممثل الجذاب جورج كلوني ونساؤهم شبيهات بالمغنية اللبنانية الفاتنة هيفاء وهبي. القصص الشعبية عن الجن متشابهة وهي تتحدث عن رجل أنيق له رجل حمار وامرأة الجميلة لها عينا ماعز ومثل هذا القصص يمكن أن تسمعها من طفل سعودي في محافظة شقراء (وسط السعودية) أو من عجوز صعيدية تعيش في محافظة الدهلقية المصرية .هذه القصص تروى في دائمًا عن أشخاص آخرين، ويكون الشخص الذي يسردها عليك يعرفهم ويثق بهم (هذا يعني أنها أكاذيب) الشاعر السعودي المعروف صالح الشادي الذي يقبع منزله وحيدًا في صحراء في الأردن، مؤمن بقوة بوجود الجن، ويبدو أنه إختار هذا المكان بالتحديد ليكون بالقرب منهم. يقول الشادي الذي يبحث منذ عشرة أعوام في هذا الموضوع وألف خمسة كتب عنه: (لا يمكن أن نرى الجن إلا عندما تمرض أو تضرب أو تجرح، فإنهم يبدون بالظهور لنا على شكل غول أو عفريت، ولكنهم لا يعيشون طويلاً لأن الذئاب تأكلهم. لم أشاهد الجن أبدًا ولكني أشعر بأرواحهم وأحيانا بروائحهم ). ولكن إذا ألقينا نظرة تاريخية عن الجن (طبعًا بحسب الاعتقاد الديني)، يمكن أن نلاحظ أنها مجتمعات سلبية منطوية على نفسها ولا يوجد هناك الكثير من القصص عنها. ولكن تواجدهم في العالم البشري يأتي في الغالب على شكل إيذاء. هناك عدد كبير من المسلمين يعتقدون أن هناك جان واحد أو أكثر يقبعون في أجسادهم ويختلطون مع دمائهم ويلجأ غالبية هؤلاء إلى رجال دين لطردها، ولكن بعد محاولة كسب أجرها وإدخالها إلى الإسلام إذا لم تكن مسلمة. هناك الكثير الآن من مقاطع البلوتوث التي تعرض مشاهد لأشخاص يتلوون ويصرخون ويضربون من قبل رجال دين من أجل استخراج الجن من أجسادهم أو قتلهم. طبعًا لا يمكن اكتشاف مثل الأمر لأن الطرد أو القتل غير مرئي ولكن الشيخ هو من يعلن ذلك. مثل هذا العمل يدر أرباحًا كبيرة على الذين يمارسونه، وهو ليس بحاجة إلى أي مؤهلات. فقط لحية وثوب قصير وهالة نورانية يراها الناس تشع من وجهك. الشيخ فريح راضي يقول إنه قام في عشر السنوات الأخير وهي مدة ممارسته لهذا العمل بطرد أكثر من عشرة آلاف جن، إلا أن بعضهم يعودون مرة أخرى لأجساد مرضاه والسبب كما يقول على لسانهم ( الغالبية يقولون لي أنهم عادوا بسبب تهديد السحرة لهم بالقتل). ومن الظريف أن الشيخ يقوم بدعوة هؤلاء الجن الذين يعتنق غالبيتهم الديانة اليهودية –كما يقول- إلى زيارة مكةوالمدينة ولكنه لا يبدو متأكدًا إذا ما لبوا تلك الدعوة أم لا بعد أن يخرجوا. ويضيف: "لا أعلم إذا كانوا زاروا مكة أم لا. أما بالنسبة إلى العائدين منهم، فإنهم يقولون إنهم قاموا بزيارتها ولكنهم قد يكذبون علي". أكثر عدد من الجن قام الشيخ فريح باستخراجه هو خمس من الجن دفعة واحدة، إلا أن شيخًا آخر يعرفه قام باستخراج عائلة كاملة من الجن مكونة من 40 جنيًا وجنية. هناك من الذين تعاملوا مع الجن يرون أن الحضور الجني في عالمنا ليس مؤذيًا، ولكنه جميل وشهواني. غالبية هؤلاء من الرجال ونسمع قصصهم عن جنيات وقعن في غرامهم، ولم يستطعن فراقهم ويمارسن معهم الجنس بطريقة وحشية ولساعات طويلة. كان آخر هؤلاء الفنان المصري علي الحجار الذي أعلن مؤخرًا عن علاقة غرامية ربطته مع جنية ( من المثير أن نسألهم كيف يفرقون بين معاشرة جنية وممارسة العادة السرية) فرويد العالم النفسي الشهير (الذي لا يعرفه الشيخ أبوسامي ولا يعترف بآرائه التي وضحناها له) ، يقول إن هذه الحالات تعبر عن قوى نفسية متصارعة داخل الشخص الواحد ويقلل (ولا ينفي، علنيا على الأقل) غالبية أطباء النفس المسلمون من وجود تأثير الجن في هذه الحالات، ويقولون إنها مجرد علل نفسية فقط. يقول د. سليمان الدويرعات أستاذ علم النفس، إن المسألة مجرد اضطراب يجعل الفرد يشعر بأشياء لا يشعر بها الآخرون، فقد تحدث للمرء هلوسات سمعية، فيعتقد أنه سمع أصواتًا لا يسمعها الآخرون. أو قد تحدث لديه هلوسات بصرية فيظن أنه رأى أشياء أو أشخاص أو حيوانات بينما لا يراها الآخرون الأسوياء. وقد تظهر الهلوسات مرافقة لبعض الأمراض العقلية الذهانية، ويمكن إثارة الهلوسات من خلال تعاطي الكحول والمخدرات والعقاقير مثل عقار ال LSD أو ربما يواجه معضلة نفسية). من المؤكد أننا لن نعرف سبب تظاهر مجموعة منهم تحت نخلة هزيلة في الوقت الذي تحرق فيها غابات كاملة. ولكن من يدري قد يقومون بالرد علينا في تقرير مشابه لهذا التقرير، ولكن في إيلاف الجنية الخاصة بهم . هل يسمعنا الآن أحد الزملاء هناك، ويرسل لنا فقط "البروكسي" الخاص به.