قال إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ، اليوم السبت، إن "حماس" فتحت صفحة جديدة في علاقاتها مع مصر. هنية، في كلمة ألقاها في حفل توزيع شقق سكنية شُيدت بتمويل من دولة قطر في جنوب قطاع غزة، أضاف: "نحن أمام صفحة جديدة في علاقاتنا مع مصر، وآمل أن تتطور". وتابع هنية: "نحن حريصون على العلاقة مع مصر، وسنبني علاقة متطورة معها، وسنزيل كل التخوفات المتعلقة بالأمن القومي المصري (..) دون التدخل في الشأن الداخلي لمصر، ودون أن نكون على علاقة بكل ما يجري فيها أو في سيناء". المسؤول في "حماس" تطرق إلى زيارته إلى القاهرة مؤخرا، وما أعقبها من زيارة وفد أمني تابع لحركة "حماس"، وقال المتحدث ذاته: "تحدثنا مع الأشقاء المصريين في الملف السياسي والعلاقات الثنائية واحتياجات غزة ورفع الحصار؛ وتحدثنا في الملف الأمني والتخوفات القائمة على هذا الصعيد". وأضاف هنية: "تحدثا في العمق؛ وانطلاقا من إيماننا وتقديرنا للدور المحوري والإقليمي لمصر تجاه فلسطين، وبدون تفاصيل أقول إننا أمام مرحلة جديدة في العلاقة مع مصر"، كما أشار إلى وجود "حديث حول تطوير العلاقات التجارية بين مصر وقطاع غزة، من خلال معبر رفح الحدودي". وأضاف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية: "اليوم فتح المعبر لثلاثة أيام، وهناك أشياء تدخل لأول مرة؛ مثل القمح والسيارات ومواد البناء (..) وهناك حديث عن تطوير الحركة التجارية في معبر رفح". وكانت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت، يوم الثلاثاء الماضي، أنها بصدد تعزيز إجراءاتها الأمنية على الحدود مع مصر، وبذل مزيد من الاحتياطات الأمنية للمحافظة على استقرار المنطقة الحدودية. وتوجّه هنية، في 23 يناير الماضي، إلى القاهرة للقاء مسؤولين مصريين، وأكد عقب عودته إلى غزة، في تصريحات للصحافيين، أن "العلاقة مع مصر تشهد نقلات نوعية وإيجابية، ستظهر نتائجها في الأيام القادمة". كما زار وفد من الأجهزة الأمنية التابعة لحركة "حماس"، في 31 يناير الماضي، جمهورية مصر العربية في إطار "استمرار اللقاءات والتشاور المشترك بين الطرفين"، حسب مصادر في الحركة التي تدبر شؤون قطاع غزّة. ويأتي هذا التحسن في العلاقات بين مصر وحماس في أعقاب توتر شديد طرأ على العلاقة بينهما عقب إطاحة الجيش المصري بالرئيس المعزول محمد مرسي، في يوليوز من سنة 2013. وفي سياق آخر كشف هنية موافقة دولة قطر على إيداع مبلغ 100 مليون دولار سنويا في صندوق إعادة إعمار القطاع، وأضاف أنها "احتلت صدارة الدول في كسر حصار قطاع غزة سياسيا واقتصاديا وإعلاميا"، كما كشف موافقتها على إنشاء مستشفى في مدينة رفح، جنوب القطاع، بتكلفة تصل إلى 25 مليون دولار، إضافة إلى إنشاء مستشفى لذوي الاحتياجات الخاصة بمبلغ 10 ملايين دولار. وأكد هنية أن "دولة قطر تعمل على حل مشكلة الكهرباء في قطاع غزة بشكل جذري"، كما شكر تركيا ل"مساهمتها في حل مشكلة الكهرباء من خلال تقديم الأموال والوقود".