الرفيق أمين: تحية عالية على صمودك أمام جنون النظام، فالبلطجية التي اعتدت عليك ليست سوى الأيادي الأخطبوطية للنظام، المؤطرة والموجهة من طرف مختلف الأجهزة القمعية. ويشرفك أن تكون في طليعة المواجهة وفي جميع الجبهات. ولجوء النظام المغربي لهذه الأساليب الدنيئة تعبير واضح على الاختناق الذي يعيشه في ظل استفحال تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وانفضاح جرائمه ومؤامراته ضد أبناء شعبنا الأحرار. فلم يجد من طريقة لتمرير مهزلة الدستور الممنوح سوى تجنيد مرتزقة مستعدة لكل شيء مقابل الفتات وضمان الحماية، أمام عجز القوى السياسية التقليدية المتواطئة عن لعب دورها كأدوات لتغليط الجماهير الشعبية وتخديرها. الرفيق أمين: كامل تضامني معك، ومع المناضلات والمناضلين ضحية إجرام النظام، أي كانت الجهة التي خططت له أو نفذته. وسيبقى النظام المغربي المسؤول الأول والأخير عن كل ما يمكن أن يلحقكم من أذى معنوي أو مادي، بما في ذلك الاغتيال. وإن ما أصابكم يعنينا جميعا، والاعتداء عليكم هو اعتداء علينا جميعا، كمناضلين وكهيئات سياسية ونقابية وجمعوية. ففي ظل الهستيريا الحالية يمكن توقع كافة أشكال الانتقام والقمع. ولنا في التاريخ المغربي القريب والبعيد ما يثبت صحة هذا التوقع. وقد ننتظر تشكيل فرق الملاحقة والترهيب في الشارع وفي الأحياء وفي المنازل، في حقنا وفي حق أبنائنا وأسرنا وعائلاتنا، ولما لا تشكيل فرق الموت، خاصة واحتداد الصراع الطبقي ببلادنا وتصاعد وتيرة المواجهة المباشرة... الرفيق أمين: إن أكبر تحد هو مواصلة النضال واستمرار المواجهة حتى تحرر وانعتاق شعبنا. فأساليب الترهيب لن تثني المناضلين عن واجبهم النضالي، سواء اليوم أو غدا. وقد تابعنا الى جانب ما تعرضت له حركة 20 فبراير من أصناف التنكيل، الاعتداءات الشنيعة المتكررة التي مست مناضلي الحركة الطلابية بمختلف المواقع الجامعية. ولن تكون هذه الاستفزازات والمضايقات وحتى القمع الشرس، بل والقتل، إلا حافزا على إبداع أشكال جديدة لتبقى معارك شعبنا متقدة ومتوهجة. لقد انكشفت مرة أخرى، وأكثر من أي وقت مضى، ديمقراطية النظام المزيفة وانفضح احترامه المغشوش لحقوق الإنسان وتعرت باقي شعاراته المهترئة. وسنكون جميعا أمام مسؤوليات جديدة، من بينها حماية المناضلين والمناضلات، وليس فقط التضامن معهم أو مؤازرتهم بعد سقوطهم أو استشهادهم. الرفيق أمين: إنها فعلا مرحلة الفرز، ولم يعد مكان لأوهام المتخاذلين. فالرهان السديد هو بناء ذات مناضلة قوية للتصدي لإجرام النظام وتنظيم وتأطير الجماهير الشعبية المضطهدة وفي مقدمتها الطبقة العاملة. وهو رهان صعب، طبعا، لا يعني زيد أو عمرو، بل يعني كل المناضلين المقتنعين والمناضلات المقتنعات بقضية الشعب المغربي وفي مختلف المواقع.