أطلقت منظمة الصحة العالمية والتحالف المعني بالمناخ والهواء النقي حملة "تنفس الحياة"، التي تروم إذكاء الوعي بتأثير تلوث الهواء على صحة البشر وكوكب الأرض، في وقت "يتسبب في حالة وفاة واحدة من كل 9 وفيات في جميع أنحاء العالم؛ ما يجعل هذه الظاهرة لوحدها أكبر أزمة صحية بيئية تواجهها البشرية". وحسب التقييم الذي أجرته منظمة الصحة العالمية لعبء المرض الناجم عن تلوّث الهواء الذي أطلقت عليه تسمية "القاتل الخفي"، عزت المعطيات أزيد من مليونين من الوفيات المبكّرة التي تحدث كل عام إلى آثار تلوّث الهواء خارج المباني وداخلها في المناطق الحضرية، جرّاء حرق الوقود الصلب، مشيرة إلى أنّ سكان البلدان النامية يتحمّلون أكثر من نصف ذلك العبء. وأشارت التقارير إلى أن الأعباء المرضية الناجمة عن تلوث الهواء تصل إلى 27 في المائة من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب، زيادة على 34 في المائة من الوفيات الناجمة عن السكتة القلبية؛ فيما تبلغ نسبة الوفيات الناجمة عن مرض الانسداد الرئوي المزمن 35 في المائة، فضلا عن 36 في المائة من مجموع وفيات سرطان الرئة الناجم عن مرض الانسداد الرئوي المزمن. ولا يتنفس 92 في المائة من سكان المدن هواء نظيفا وآمنا، في حين يتعرض أزيد من 80 في المائة منهم لمستويات نوعية الهواء التي تتجاوز حدود المعدلات المعتمدة من طرف منظمة الصحة العالمية. واعتبرت بيانات لمنظمة الصحة العالمية أن البلدان منخفضة الدخل هي أكثر عرضة لارتفاع مستويات تلوث الهواء مقارنة مع البلدان ذات الدخل المرتفع، مبرزة أن 98 في المائة من المدن الموجودة في بلدان منخفضة الدخل التي يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة لا تستوفي المبادئ التوجيهية للمنظمة بشأن الهواء، مقابل 56 في المائة من المدن في البلدان ذات الدخل المرتفع. واعتبرت المنظمة الأممية أن المدن تشكل نقطة اتصال يتسنَّى عبرها تنفيذ العديد من الحلول على نطاق واسع، عن طريق وضع السياسات والبرامج اللازمة لكبح جماح الانبعاثات ولترويج استخدام الطاقة النظيفة؛ كما أن التحول إلى المرافق ذات مستويات الكاربون المنخفضة التي تحد من استخدام الطاقة في كل خطوة من عملياتها يمكن أن تمثل نموذجا لدوائر الصناعة في تخفيض مستويات تلوث الهواء.