كشف تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، أن 92 بالمئة من سكان العالم يعيشون في مناطق تتجاوز فيها مستويات جودة الهواء معايير الهواء الصحي. وأوضح التقرير أن نحو ثلاثة ملايين حالة وفاة سنويا ترتبط بالتعرض لتلوث الهواء الخارجي وهو أقل بنصف مليون حالة وفاة عن عدد الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء في الأماكن المغلقة، ليمثل العدد الكلي للوفيات نتيجة تلوث الهواء الداخلي والخارجي قرابة 11,6 بالمئة من مجموع الوفيات في العالم.
ولفت التقرير إلى أن حوالي 90 بالمئة من الوفيات المتعلقة بتلوث الهواء تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل مع ما يقرب من حالتين من كل ثلاث حالات في جنوب شرق آسيا.
وعزا التقرير الوفيات إلى التأثير المباشر لتلوث الهواء على الصحة العامة والجهاز التنفسي من خلال الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة ومخاطر التهابات الجهاز التنفسي الحادة وتأثيراتها المختلفة.
ولفت التقرير إلى أن الفئات السكانية الأكثر ضعفا مثل كبار السن والنساء والأطفال هم الأكثر تأثرا بتداعيات تلوث الهواء.
واستند التقرير في نتائجه إلى البيانات المستمدة من قياسات الأقمار الاصطناعية وشاشات محطات قياس تلوث الهواء في أكثر من 3000 موقع في مناطق ريفية وحضرية. وأوضح أن المصادر الرئيسية لتلوث الهواء تشمل الغازات العادمة نتيجة عدم الكفاءة في النقل والوقود المنزلي وحرق النفايات ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم والأنشطة الصناعية غير المطابقة للمواصفات البيئية.
يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت السنة الماضية أن الحد بشكل كبير من عدد الوفيات والأمراض الناجمة عن تلوث الهواء بحلول عام 2030 هو من ضمن أهداف التنمية المستدامة.
وفي ماي 2016 وافقت منظمة الصحة العالمية على "خارطة طريق" جديدة تهدف إلى تسريع العمل على التقليل من معدلات تلوث الهواء وأسبابه من خلال رصد تلوث الهواء محليا وتقييم الآثار الصحية الناجمة عنه والاضطلاع بدور قيادي أكبر في السياسات الوطنية التي تؤثر على تلوث الهواء.
وتسعى المنظمة من خلال هذا التقرير إلى زيادة الوعي العام بمخاطر تلوث الهواء كخطر كبير يهدد الصحة والمناخ والحث على وضع سياسات أفضل للنقل والتعامل مع النفايات واستهلاك الطاقة وتوسيع المساحات الخضراء.