بينما غاب مخرج الفيلم كمال كمال بسبب المرض عن مناقشة فيلمه "الصوت الخفي"؛ في حين كشفت بطلته جيهان كمال أنه تم تصويره بكثير من الحب، رغم الظروف الصعبة للتصوير. وقالت ابنة المخرج المغربي، في لقاء عقده النادي السينمائي الحقوقي بالرباط، إن تجهيز الديكور الذي ارتبط بسقوط الثلوج، وتعويضه بالقطن الأبيض، تطلب ميزانية ضخمة، وشارك في تجهيزه ممثلون وتقنيون من أجل التغلب على الظروف المناخية، وزادت مستدركة: "لكننا فوجئنا في اليوم الموالي بعاصفة قوية أدت إلى إتلافه". من جهته، أبرز الناقد السينمائي عبد اللطيف الجواهري أن المخرج كمال كمال نموذج للفنان المناضل، وعلق على ذلك بالقول: "الجمهور لا يعرف المعاناة الحقيقية التي يمر منها إنتاج فيلم، ويتهمون القائمين عليه بالسرقة"، وزاد: "الجزء الرابع من التمويل الذي قدمته الدولة لإنتاج الفيلم لم يتوصل به إلى اليوم". في السياق ذاته، أبرز الجواهري أن "من بين الصعوبات التي واجهها كمال اختلاف أماكن التصوير وعامل الطبيعة الذي جعله يوقف التصوير لعدة مرات"، مضيفا: "استخدام القطن الأبيض لتعويضه بالثلوج في أماكن التصوير كلفه 28 مليون سنتيم أتلفتها العاصفة قبل تصوير المشاهد؛ كما سجل موسيقى الفيلم بالاستعانة بفرقة من هنغاريا، وهي من أحسن الفرق الموسيقية في العالم". واختار كمال كمال في فيلمه "الصوت الخفي" نسقا متميزا اعتمد فيه على توظيف الرواية والسرد القصصي لشد المشاهد وإمتاعه. وزاد استخدام الموسيقى التصويرية الفيلم رونقا وجمالا، إذ ركز فيها المخرج العاشق للموسيقى على كورال الأوبرا، لاسيما في اللحظات العصيبة لعملية الهروب، ما كان له الأثر البالغ في نفسية المتتبعين والمشاهدين. وتحمل الممثلون صعوبة الأدوار، وكانوا في المستوى وأدوا بمهنية عالية، ومنهم المرحوم محمد البسطاوي في دور موسى المغربي، ومحمد خيي في دور سبايسي الجزائري، وآمال عيوش في دور جزائرية هاربة، وعدد من الشخصيات الصماء-البكماء التي من بين من أداها محمد الشوبي، ورفيق بنبوكر، والبشير واكين، وجيهان كمال، حسب المصدر ذاته.