تم تثبيت حاويات تحت أرضية لجمع النفايات المنزلية بموقعين بمدينة فاس، وذلك بكل من المدار الطرقي الأطلس، وبالقرب من ساحة باب بوجلود، وهي خطوة تهدف من ورائها الجماعة الحضرية لفاس ومجموعة أوزون للبيئة والخدمات، المسؤولة عن التدبير المفوض لقطاع النظافة بالعاصمة العلمية، إلى جمع النفايات المنزلية بشكل يحترم البعدين البيئي والجمالي بأماكن وضع حاويات النفايات. وتتميز هذه الحاويات، الصديقة للبيئة، بكونها غير مكشوفة، إذ تم دفنها تحت الأرض مع تجهيزها بفتحة يتم من خلالها وضع الأزبال، ويتم إفراغها بشكل أتوماتيكي في شاحنات جمع القمامة لنقلها إلى مطرح النفايات. وتُغلق هذه الحاويات بشكل آلي حينما تمتلئ بالنفايات، منبهة عمال النظافة عبر إشارة ضوئية للإسراع بإفراغها؛ وهو ما سيساهم في مواجهة ظاهرة تراكم الأزبال بعدد من النقاط السوداء التي تتواجد بها الحاويات التقليدية، وما ينتج عن ذلك من تشويه لمنظر المدينة، ومن انبعاث للروائح الكريهة وتجمع للقاذورات، فضلا عن المخلفات سائلة جراء تراكم وتخمر النفايات المنزلية. إلى ذلك، قال محمد الحارتي، نائب عمدة مدينة فاس، في حديث مع هسبريس، إن "هذه التجربة الأولية ستمكن شريكيْ المشروع من معرفة مدى تفاعل المواطن مع هذا النوع من الحاويات، في أفق استعمالها في عدد من النقاط السوداء"، وزاد: "سيسبق انطلاق العمل بهذه الحاويات الصديقة للبيئة تنظيم حملة تحسيسية وسط ساكنة مدينة فاس للمحافظة على نظافة المدينة، معززة بتطبيق إلكتروني على الهواتف المحمولة سيتم إطلاقه قريبا". وكانت تجربة الحاويات الصديقة للبيئة قد انطلقت لأول مرة بمدينة سطات قبيل تنظيم المغرب ل"كوب 22"، قبل نقلها من طرف مجموعة أوزون للبيئة والخدمات لمدينتي فاس والهرهورة اللتين تشرف فيهما على تدبير قطاع النظافة، وذلك إلى جانب 38 مدينة مغربية أخرى. يذكر أن مجموعة أوزون للبيئة والخدمات، التي تعد مقاولة مغربية بالكامل، تقوم بتدبير قطاع النظافة، كذلك، في العاصمة المالية باماكو، فضلا عن أربع مدن سودانية؛ وهي العاصمة الخرطوم وأم درمان وخرطوم بحري وجبل أولياء. وسينطلق العمل، قريبا، بمركز فاس لفرز النفايات بشكل أوتوماتيكي، والذي يعد المشروع الأول من نوعه بالمغرب وإفريقيا، وتم إنجازه على مساحة تناهز 6 هكتارات، وبكلفة إجمالية تبلغ 74 مليون درهم، وذلك بفضل شراكة بين مجموعة أوزون للبيئة والخدمات والبنك المغربي للتجارة الخارجية والجماعة الحضرية لفاس. وتبلغ طاقة الفرز بهذه الوحدة، التي يشرف على إنجازها خبراء ألمان، 600 طن يوميا؛ ما سيمكن من تثمين النفايات بمدينة فاس، وذلك بعد تجربة محطة توليد الطاقة الكهربائية من البيوغاز المقامة بمطرح النفايات بفاس، والتي بفضلها تتم إنارة شوارع المدينة.