فتح مسجد "سانت فوي" في كيبيك الكندية أبوابه أمام الصحافة، ليلة أمس الثلاثاء، بعد المجزرة الدموية التي ذهب ضحيتها ستة مصلين وعدد من الجرحى، حيث بدا "بيت الله" مليئا بدماء "الشهداء" في كل مكان، والرصاص حوّل جدران المسجد إلى ثقوب، في مشهد مريع غير مسبوق. وحكى شهود عيان تابعوا عن قرب تفاصيل "المجزرة" هول ما حدث في مسجد كيبيك، وتناثر الدماء في أرجاء المكان، ولم ينسوا خصوصا المحاولة الشجاعة لمواطن مغربي يدعى عز الدين سفيان، الذي اندفع في اتجاه المجرم ليصده عن فعلته؛ لكن هذا الأخير كان أسرع منه، وأفرغ رصاصاته في جسد "الشهيد". ويحكي رشيد عوام، الذي كان يبعد فقط بأقل من عشرين مترا عن صهره عز الدين سفيان، في تصريحات لهسبريس، بأن الفقيد التحق بالمسجد لأداء صلاة العشاء، ومكث لصلاة ركعات النوافل، وكان يتحدث مع عدد من المصلين، قبل أن يسمعوا أصوات إطلاق رصاص في مدخل المسجد. وتابع المتحدث ذاته بأن سفيان لم يعتقد، ومعه باقي المصلين، أن الأمر يتعلق بالفعل بإطلاق رصاص حي؛ لكنهم لاحظوا هروب عدد من الموجودين في المسجد، إلى أن دخل عليهم القاتل بسلاحه في يده، وبدأ يوجه طلقاته صوب المصلين الذين كانوا قريبين من الباب. واسترسل بأن صهره حاول بشكل بطولي أن يوقف المجرم، إلا أن رصاصات التي كانت أسرع إلى جسده أردته صريعا، واستمر القاتل في إطلاق الرصاص صوب الموجودين بالمسجد؛ وهو ما دفع كثيرا منهم إلى الاختباء في المحراب، والصراخ بأعلى أصواتهم "الله أكبر.. الله أكبر". وأكمل شاهد العيان بأن عددا من المصلين اختاروا اللجوء سريعا إلى قاعة المسجد، واحتموا بها ولم يتمكنوا من الخروج؛ لأن "المجرم كان يطلق النار ناحية أي شيء يتحرك وبدم بارد"، مضيفا أنه بعد هروب المجرم جرى الاتصال بالشرطة التي التحقت بالمكان، وبعد ذلك وصلت سيارات الإسعاف التي نقلت المصابين. وفي سياق ذي صلة، بادرت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية إلى الاعتذار وحذف تغريدة لها على موقع "تويتر"، بشأن ما ذكرته حول أن المجرم الذي اقترف تلك المجزرة، 6 قتلى و19 جريحا، من أصل مغربي، بينما المشتبه به في الواقع هو فرنسي كندي. وأورد في هذا الصدد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء، بأن كيت بيرتشيس، المتحدثة باسم رئيس الحكومة جاستن ترودو، بعثت برقية إلى نائب رئيس "فوكس نيوز"، طالبت فيها القناة بحذف أو تعديل المعلومة الواردة في التغريدة، لكون القناة "تحاول شق صف المجتمع الكندي، وبث روح الانقسام بين أفراده، من خلال معلوماتها المضللة".