أجمع مجموعة من اللاعبين الدوليين السابقين في صفوف المنتخب المغربي لكرة القدم، وبعض الإعلاميين والمحللين، على أن "أسود الأطلس" ضيعوا تأهلا كانوا قريبين من تحقيقه لولا التفنن في إضاعة الفرص السانحة خلال مباراته أمام المنتخب المصري، لحساب منافسات دور ربع نهائي كأس إفريقيا للأمم التي تحتضنها الغابون. رضوان العلالي، النجم السابق للمنتخب المغربي والوداد الرياضي البيضاوي، قال إن"استثمار نسبة قليلة من الكم الهائل من الفرص التي أتيحت للاعبي الخط الأمامي كان بإمكانها ضمان التأهل إلى دور نصف النهاية، ومواصلة المشوار القاري". وتابع: "هناك اعتبارات عديدة تحكمت في المباراة، بينها سوء أرضية الملعب، وكون أغلبية لاعبي المنتخب شباب ويفتقدون إلى التجربة الإفريقية المطلوبة، خصوصا أمام منتخب متمرس قاريا من حجم المنتخب المصري". من جهته، أوضح عبد الكريم قيسي، قائد خط الوسط السابق للمنتخب المغربي، أن المجموعة ضيعت تأهلا أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه في المتناول، قياسا مع الكم الهائل من الفرص السانحة التي أتيحت للاعبين. وقال قيسي: "كنا قريبين في أكثر من مناسبة من افتتاح حصة التهديف، وهو ما فشلنا فيه بسبب التسرع، من جهة، وعدم التركيز الكافي، من جهة ثانية. عموما قدم المنتخب وجها مشرفا، وأعطى مؤشرات إيجابية وتطمينات بخصوص مستقبله". الطرح ذاته، زكاه زميله السابق في المنتخب المغربي والدوري البلغاري مراد حديود، الذي قال: "رغم الإقصاء لا يسعني سوى أن أشد بحرارة على أيدي اللاعبين، الذي استبسلوا في الدفاع عن القميص الوطني، وقدموا كل ما في جعبتهم لتمثيل المغرب بالشكل المطلوب". وتابع: "الجيل الحالي قادر على إعادة أمجاد الكرة المغربية، صحيح أنه كان بامكاننا الاستمرار في المنافسة لو نجحنا في استغلال الفرص التي أتيحت لنا، لكن هذه سنّة كرة القدم، من يضيع الفرص السهلة فليستعد لاستقبال الأهداف، وهو السيناريو الذي وقع في آخر أنفاس المواجهة". الإعلامي الرياضي خالد الجزولي اعتبر الخروج من المسابقة نتيجة لا تعكس المستوى الذي ظهر به المنتخب خلال مباراة مصر، وقال: "هنيئا للمنتخب المصري الشقيق التأهل، ولو أن منتخبنا كان بإمكانه حسم نتيجة المباراة في أكثر من مناسبة". وزاد: "وقع اللاعبون على مشاركة ناجحة رغم أنه كان بإمكانهم الذهاب أبعد في المسابقة، ومباراة مصر كانت بمثابة نهائي قبل الآوان، ابتسم خلالها الحظ للفراعنة، في وقت أدار فيه ظهره لأسود الأطلس الذين تفننوا في إضاعة الفرص، ليحكموا على أنفسهم بمغادرة المسابقة من محطة الربع". المحلل الرياضي إدريس عبيس أشاد بالطريقة التي لعب بها المنتخب المغربي، دون أن يفوت الفرصة لتقديم اللوم والتعبير عن استيائه من التمادي في تضييع الفرص المواتية بكل رعونة. وقال عبيس: "جزئيات بسيطة هي من يحسم مثل هذه الديربيات الشمال إفريقية، والمنتخب المصري عرف من أين تؤكل الكتف باستغلاله فرصة التسجيل، في وقت فشل فيه لاعبو المنتخب المغربي في ترجمة السيل الكبير من الفرصة التي أتيحت لهم إلى أهداف، وهو ما كان كافيا لمغادرة المسابقة". * وكالة أنباء الأناضول