سجلت مصالح الأمن خلال الأيام القليلة الماضية عددا من حالات الانتحار في مختلف مناطق المغرب، وأضاف مصدر أمني أن حالات الانتحار أو محاولات الانتحار تمس الفئات العمرية الوسطى أي ما بين 25 و 40 سنة، وتتمركز أغلب الحالات في محاور الحواضر الكبرى، ومداراتها• ويعتبر الشنق أكثر الوسائل شيوعا في عمليات الانتحار لدى المغاربة، في حين تستعمل المواد الكيماوية وبعض الأدوية عند محاولات الانتحار. "" وعزا المصدر ذلك لكون المحاولات غالبا ما تكون مجرد محاولات لتأكيد احتجاج ما، عوض النية الفعلية للانتحار، كما يلتجىء المنتحرون المغاربة في حالة المحاولات أيضا إلى الارتماء من ارتفاعات شاهقة• ولكن ما هي الدوافع والأسباب التي تدفع المغاربة إلى الانتحار إن المقاربة الإحصائية في هذا الموضوع تكاد تكون غير متوفرة حسب الدكتورة فاطمة أصواب، مسؤولة قسم الطب النفسي بوزارة الصحة• وأضافت في تصريح للجريدة أن الإحصائيات في هذا المجال تكاد تكون صعبة، وبالتالي لا يمكن الوقوف بدقة على الأسباب والدوافع الكامنة وراء حالات الانتحار المحققة، وعزت ذلك الى تكتم عائلات المنتحرين وعدم الإفصاح عن الأسباب الحقيقية ، ربما لدوافع اجتماعية. وحسب بعض المعطيات الأمنية، فإن الأزمات المالية والعلاقة غير المتكافئة بين الأزواج وضغوط الحياة اليومية في مقدمة دوافع الانتحار، في حين يرد بعض الأخصائيين النفسيين ذلك إلى أسباب واضطرابات نفسية، خاصة في حالات الاكتئاب الحاد• ويعتبر غياب مقاربات دقيقة وعدم تعلم استراتيجيات مواجهة أزمات وضغوط الحياة عبر وسائل الاعلام والتواصل، من الأسباب الموضوعية التي تدفع الفرد الى عملية الانتحار. ويرى بعض الأخصائيين النفسيين أن تدريب الأشخاص وخاصة اليافعين، على أساليب تدبير الذات، وتعلم تقنيات من شأنها تكسير نمط تفكير المكتئب، من الأمور التي أضحت ضرورية، والتي توفرها عدد من مدارس العلاج وتنمية الذات المعاصرة، كالعلاج المعرفي (أرون بيك) والعلاج العاطفي العقلاني (ا• اليس) ومقاربة اتجاه البرمجة اللغوية العصبية (N.L)•