بعث الملك محمد السادس برقية تعزية إلى الدكتور جمال الدين القادري بودشيش، إثر وفاة والده الشيخ حمزة القادري بودشيش. ومما جاء في برقية الملك: "تلقينا ببالغ التأثر وعميق الأسى نبأ وفاة المشمول بعفو الله تعالى ورضاه والدكم المبرور، العلامة الجليل، فضيلة الشيخ حمزة القادري بودشيش، تلقاه الله في عداد الصالحين من عباده، المشمولين بالمغفرة والرضوان". وقال الملك: "بهذه المناسبة المحزنة نعرب لكم، ومن خلالكم لسائر أفراد أسرتكم وأهلكم وذويكم، ولمحبي الفقيد وكافة أتباع الطريقة القادرية البودشيشية، داخل المغرب وخارجه، عن أحر تعازينا وأصدق مواساتنا في وفاة أحد العلماء الأخيار والمشايخ الأبرار، سائلين المولى جل وعلا أن يشمله برحمته الواسعة وعفوه الكريم، وأن يرزقكم جميعا جميل الصبر وحسن العزاء". وأضاف الملك محمد السادس: "و إننا لنستحضر، في هذا الظرف الأليم، ما كان يتحلى به الراحل من مكارم الأخلاق، ومن غزارة في العلم، وسعة في الفقه"، مبرزا أن الشيخ حمزة، رحمه الله، كان "شيخا قائما على سنن الطريقة الروحية الصوفية السنية، ممن تواصل بهم، في هذه المملكة، سند التربية على توحيد الله بالحال والمقال، واستفاد من صحبته وإرشاده القاصدون الطالبون لهذا المنبع الصافي، سواء في داخل المغرب أو خارجه". وورد بالبرقية الملكية: "مورد الشيخ حمزة مثل منبعا من منابع التزكية الروحية، سيرا على النهج القويم الذي ما فتئنا ندعو إليها بصفتنا أمير المؤمنين، والحض على الأخذ بجوهر الدين، الذي هو إخلاص التوجه إلى الله، وتعظيم ثوابت المملكة، والنصح بدعم مسيرتها في الاستقرار والنماء". وأشار الملك إلى أن "الراحل كرس حياته، رحمه الله، لخدمة الإسلام، ونشر تعاليمه السمحة، في تشبث راسخ بالمقدسات الوطنية والثوابت الروحية للأمة المغربية، والتزام قوي بمكانة ودور إمارة المؤمنين، وولاء مكين للعرش العلوي المجيد". وأضاف: "وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا الرزء الفادح، الذي لا راد لقضاء الله فيه، فإننا نسأله عز وجل أن يجزي الفقيد الجزاء الأوفى، على ما قدم بين يدي بارئه من جليل الخدمات، وصالح الأعمال والمبرات، وأن يجعله مع الذين أنعم عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا".