أثارت الجمعية المغربية لمربي الدواجن موضوع المخاطر الصحية المحتملة لاستهلاك أمهات الكتاكيت ودجاج البيض "الكروازي"، الذي يباع بوفرة في الأسواق بأسعار رخيصة، ما دفع الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن إلى الرد بأنها اتهامات باطلة، وبأن "الكروازي" سليم ولا يشكل أدنى خطر على صحة المغاربة. الجمعية التي تضم مربين للدجاج بجهة الدارالبيضاء، أوردت أن "الدجاج المخصص لإنتاج البيض يتم استغلاله لمدة تقارب تسعين أسبوعا، مع تزويده بجميع أنواع الأدوية والمضادات الحيوية، وإخراجه مباشرة إلى المستهلك، الشيء الذي يهدد صحة المستهلكين بالبلاد". في المقابل، قال شوقي الجراري، رئيس الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن، في تصريح لجريدة هسبريس، إن الجمعية المذكورة لا تنتمي إلى الفدرالية ولا تمثل هذا القطاع المهني الحيوي والهام، مشددا على أن ما يروج من اتهامات لدجاج البيض "الكروازي" لا أساس لها من الصحة. ولفت الجراي إلى أن هذا الصنف من الدجاج "الكروازي" موجود في الأسواق المغربية منذ خمسين سنة، "ولم يثبت يوما أنه شكل خطرا على سلامة أو حياة المستهلك؛ حيث يتم تناوله بشكل طبيعي وعادٍ"، معتبرا أن تلك الاتهامات تأتي من مربين للدجاج تكبدوا خسائر مالية بسبب انخفاض أسعار "الكراوزي"، فلم يجدوا سوى اتهامه بتهديد صحة المواطنين. وأفاد المتحدث بأن سعر دجاج "الكروازي" أقل من ثمن "الدجاج الرومي"، وهو ما يفسر الإقبال عليه من طرف شريحة من المستهلكين المغاربة، "إما بسبب تناسبه مع القدرة الشرائية لهؤلاء، أو لعوامل تتعلق بالذوق"، مضيفا أن "اتهام هذا الدجاج بأنه يحمل أدوية ومضادات حيوية يجانب الحقيقة". ويشرح رئيس الفدرالية أن "الأدوية تمنح للدجاجة المريضة، ما يحتم على المربي احترام مدة زمنية معينة إلى أن يخرج الدواء من جسم هذه الدجاجة"، مبرزا أن الدجاج يمر عادة بفترتين؛ الأولى تدوم زهاء 18 أسبوعا، يكون فيها غير ناضج ومناعته غير مكتملة، وخلالها يأخذ جميع اللقاحات الضرورية. أما المرحلة الثانية، يضيف الجراري، تكون فيها الدجاجة قد امتلكت مناعة ذاتية من الأمراض والفيروسات، وخلالها "يتعين ألاّ يكون هناك أي تدخل بحقن أو ما شابهها؛ لأن من شأن ذلك أن يثير نوعا من القلق أو الضغط النفسي لدى الدجاجة، فيقل إنتاجها"، وفق تعبيره. بدوره قال الحاج أحمد، مهني في قطاع الدواجن، في تصريح لهسبريس، إن دجاج "الكراوزي" بريء من تهمة تهديده لصحة المواطنين؛ حيث "لم يثبت أن مواطنا تعرض لمكروه صحي بسبب تناوله لهذا الدجاج الذي يتواجد بالأسواق منذ أزيد من أربعة عقود، فكيف تأتي هذه الاتهامات اليوم فقط". وتابع المتحدث بأن "المرض إذا أصاب الدجاجة في أسابيعها الأولى حينها يتدخل المربي ليحصن دجاجته باللقاح اللازم مثل أي كائن حي آخر؛ حيث يأخذ اللقاح في صغره ليكون سالما من الأمراض في كبره"، مشيرا إلى أن "الكروازي" دجاج صبور مثل "البلدي"، "ولا يصيبه أدنى مرض عندما يتلقى لقاحاته في الصغر".