بعد الجدل الذي أثاره غياب الصهريج الرخامي الأثري الذي ينتمي إلى مجموعة متحف "دار سي سعيد"، خلال زيارة الملك محمد السادس لتدشين أشغال ترميم مدرسة ابن يوسف، أكدت المؤسسة الوطنية للمتاحف أن الصهريج يوجد حاليا بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط. وأبرزت المؤسسة ذاتها أنها "ستشرف على إعادة هذه القطعة الرخامية إلى متحف "دار سي سعيد"، الذي يخضع أيضا لوصاية المؤسسة الوطنية للمتاحف؛ وذلك بمجرد انتهاء عملية ترميمها”، موضحة "أنه نظرا لهشاشة هذا الصهريج التاريخي، فإنه تقرر، في انتظار ترميمه، عدم نقله من متحف محمد السادس عند اختتام معرض "مغرب العصر الوسيط، إمبراطورية من إفريقيا إلى إسبانيا"، الذي أقيم من أكتوبر 2014 إلى شتنبر 2015. وأضاف المصدر "أن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط هو الوحيد الكفيل بضمان ظروف الصيانة الأفضل المعتمدة وفق حالة هذه القطعة الأثرية التي يعود تاريخها إلى عام 1002 بعد الميلاد (392 هجرية)". يذكر أن هذه القطعة الأثرية النادرة من الرخام الأبيض جرة نقلها من الأندلس إلى مراكش في عهد الأمير المرابطي علي بن يوسف لتزيين المسجد الكبير الذي شيد وسط المدينة، والذي لم يتبق منه اليوم إلا القبة المرابطية. ووضعت القطعة التاريخية بعد ذلك في مدرسة ابن يوسف بمراكش، ونقلت سنة 1921 من الفضاء المخصص لها، لتوضع في أكتوبر 1992، ضمن المجموعات الأثرية لمتحف دار "سي سعيد" بمراكش، الخاضع لوصاية المؤسسة الوطنية للمتاحف. واستعمل الصهريج، الذي نحت في كتلة من الرخام، لعدة سنوات كحوض نافورة مخصص للوضوء. ويتميز بنقوش معمارية مستوحاة من العمارة الإسلامية. وذكر المصدر بأنه جرى تصنيف هذا الصهريج الرخامي تراثا وطنيا منذ سنة 2009.