تناولت الصحف الصادرة اليوم السبت بمنطقة شرق أوروبا جملة من المواضيع، أبرزها التحضيرات الروسية لمفاوضات أستانا بين أطراف الأزمة السورية، ومؤتمر جنيف حول توحيد الجزيرة القبرصية، وتراجع قيمة العملة التركية، وتوقيف شبكة دولية للسرقة بالنمسا، والجدل الدائر بشأن التعديلات الدستورية بتركيا، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي روسيا، تطرقت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) إلى مفاوضات أستانا المقبلة بين وفدي دمشق والمعارضة، مشيرة إلى أن وفد المعارضة سيضم فقط ممثلي المجموعات المسلحة التي وافقت على الهدنة. وأضافت نقلا عن مصدر مطلع بوزارة الخارجية الروسية "سيلتقي المشاركون في مفاوضات أستانا بشأن الأزمة السورية، التي ستبدأ في 23 يناير الجاري وجها لوجه وليس عبر وسطاء كما جرى في مفاوضات جنيف، مشيرة إلى أن مشاركة المعارضة في هذه المفاوضات ستقتصر على مجموعات المعارضة المسلحة التي وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار. ونقلت عن قدري جميل، رئيس مجموعة "الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير"، قوله "حسب معلوماتي سيشارك في هذه المفاوضات ممثلون عن المجموعات المسلحة ووفد الدولة فقط، في حين لن يشارك أي من السياسيين، الذين حضروا في مفاوضات جنيف". وأوضح جميل أن وفد المعارضة سيضم فقط ممثلين عن المجموعات، التي وقعت اتفاق الهدنة، مشيرا إلى أن "غياب ممثلي أي مجموعة منها سيعد محاولة لتقويض العملية السياسية"، وسيضعها في صف واحد إلى جانب "جبهة النصرة"، وسوف تنال ما يجب أن تناله". وارتباطا بنفس الموضوع، كتبت (ذو موسكو تايمز) أن روسيا تواصل من جانبها التحضير للحوار بين الفرقاء السوريين في أستانا المرتقب انعقاده في 23 يناير الجاري. وذكرت، في هذا السياق، أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو، كما استقبل الممثل الشخصي للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، مجموعة من المعارضة السورية برئاسة ضابطين سابقين في الجيش السوري. وفي اليونان تناولت الصحف مؤتمر جنيف حول توحيد الجزيرة القبرصية وكتبت (كاثيمينيري) أن موقف تركيا الرافض لسحب قواتها من الجزيرة يهدد بإفشال كل مساعي السلام بالمنطقة. وجددت الصحيفة التأكيد على الموقف اليوناني والذي عبر عنه وزير الخارجية نيكوس كوتزياس المشارك في المؤتمر من أن "الحل العادل للازمة القبرصية يعني أولا التخلص من السبب، أي الاحتلال ووجود قوات احتلال". وأضافت أن الرئيس التركي لم يتوان في التعبير عن نوايا بلاده العدوانية من خلال تصريحاته يوم الجمعة من أن بلاده ستظل محتفظة بوجودها العسكري للأبد في الجزيرة لحماية الأقلية التركية. ونقلت الصحيفة عن أردوغان قوله إنه من المستحيل انسحاب الجنود الأتراك بالكامل وإذا كان مثل هذا الأمر موضع بحث فينبغي أن يسحب الجانبان جنودهما من هناك، خصوصا وأن لليونان أيضا كتيبة مؤلفة من نحو 1100 جندي في قبرص فيما تتوفر بريطانيا القوة الاستعمارية السابقة على قاعدتين عسكريتين دائمتين في الجزيرة. صحيفة (إيثنوس) ذكرت أنه بينما تواصل مؤتمر جنيف يوم الجمعة على مستوى الخبراء دعا الوسيط الاممي في النزاع ايسبن بارث الى التهدئة قائلا ان مناقشة الترتيبات الامنية مسألة "عاطفية" بالنسبة لجميع الاطراف وان حربا كلامية مؤقتة لن تؤدي إلى انهيار جهود إنهاء نزاع طويل الامد كالمسألة القبرصية. وأضافت أن الجانب التركي قدم خطة لإبقاء 650 جنديا تركيا و950 جنديا يونانيا في الجزيرة بعد التسوية النهائية. وفي تركيا، أكدت صحيفة (يني أكيت) أن العملة التركية ستعود إلى مستواها الطبيعي في الأيام المقبلة عندما تتبدد توقعات المضاربة في الأسواق. وأوضحت الصحيفة نقلا عن وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكي، أن تقلب الليرة التركية وزيادة الطلب على العملات الصعبة الأجنبية ليس سوى عملية مضاربة لخفض قيمة الليرة لكنه لن يشكل خطرا على تركيا لأنه لا يستند إلى أسس. وبهدف مواجهة عمليات المضاربة القائمة، أوردت يومية (ستار) من جهتها أن البنك المركزي التركي قرر، ردا على تقلب العملة التركية، التقليل من حدود الاقتراض من البنوك في السوق المالي بين الأبناك. وذكرت أن حدود الاقتراض بلغت حوالي 11 مليار ليرة تركية (9ر2 مليار دولار) ابتداء من 16 يناير، مسجلة أنها قد تقوم أيضا بالحد من التمويل الذي يقوم به البنك المركزي في أسواق بورصة إسطنبول للأوراق المالية عندما يقتضي الأمر ذلك. وعلى المستوى السياسي، ذكرت (حريت دايلي نيوز) أنه في الوقت الذي استبعد فيه الرئيس أردوغان إمكانية تنظيم الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها حتى لا يتعطل عمل البرلمان، انتقد كمال كيليك داروغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري (معارضة) التعديلات الدستورية المقترحة والمدعومة من قبل الحكومة للتحول إلى نظام حكم رئاسي. واعتبر داروغلو أن الرئاسة "ليست منصبا للطغيان على الأمة أو الأنانية المطلقة لشخص معين، مضيفا أنه لا ينبغي على أي كان أن يظن أن "انتخابه يخوله سلطات مطلقة وغير محدودة". وفي النمسا، خصصت (كوريير) تغطية لتنامي أعمال العنف داخل محطة القطار ويست بانهوف بفيينا، مسجلة تعدد الشجارات بين طالبي اللجوء الأفغان والشيشانيين. وبعد أن أشارت إلى أن أحد الشجارات الأخيرة العنيفة خلفت إصابة شخصين ضمنهما شرطي، ذكرت الصحيفة أن الأفغان الذين تم استجوابهم تحدثوا عن التسيب وغياب الآفاق، متهمين الشيشانيين بأنهم يتحملون مسؤولية ما يحصل لكونهم يستفزونهم. من جهتها، أفادت صحيفة (سالسبورغر ناشريشتن)، نقلا عن مدير الشرطة الإقليمية لتيرول (غرب البلاد)، هيلموت طوماك، بأنه تم توقيف شبكة دولية للصوص بسالسبورغ قامت بحوالي 100 عملية سرقة بالنمسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا. وأوضحت الصحيفة أن العصابة تتكون من ثلاث رجال وامرأتين وكذا طفل يبلغ من العمر سنتين، وتستهدف بالخصوص الفنادق والإقامات الفاخرة ومحطات الوقود. وقد قام اللصوص المعتقلون بسجن إنسبورك في انتظار انتهاء التحقيق، بارتكاب سرقات بالنمسا قدرت قيمتها بحوالي 575 ألف أورو.