بين المسرح والموسيقى والقصة القصيرة... اختارت المندوبية العامة لإدارة السجون تتويج إبداعات نزلاء اخترقت أسوار السجون، وأعلن مبدعوها الصلح مع أنفسهم والمجتمع، في حفل فني احتضنه المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، بمناسبة اليوم الوطني للسجين. وعرف الحفل تتويج مسرحية "غبار الزمان"، وفرقة "الراب" عن صنف أحسن عمل "راب"، بأغنية عن شغب الملاعب؛ فيما تم تتويج كاتب قصيدة "مجنون أم ليلى" بجائزة أحسن قصيدة شعرية، و"تصبح على خير أيها الحزن" عن صنف القصيدة الزجلية، إلى جانب القصة القصيرة "السفر إلى رمال الصحراء" التي اختار كاتبها نسخ خيوطها باللغة الفرنسية. محمد صالح التامك، المدير العام للمندوبية العامة لإدارة السجون، أبرز في كلمة له أن البرنامج السنوي الذي شمل 33 مسابقة دينية وثقافية ورياضية برسم السنة الماضية عرف مشاركة مكثفة للسجناء بمختلف وضعياتهم الجنائية، مؤكدا أن عددهم بلغ ما يقارب 28000، بزيادة تقدر بنسبة 65 % مقارنة مع السنة الفارطة. وأضاف التامك: "إن منطق التأهيل والإصلاح خيار لا بديل عنه وبمرجعية احترام الحقوق والواجبات في إطار احترام المقتضيات القانونية والتنظيمية المنظمة لقطاع إدارة السجون وإعادة الإدماج، والحفاظ على أمن المؤسسات السجنية وعلى سلامة نزلائها". إلى جانب ذلك، يضيف المندوب العام ذاته، أن "برنامج هذه السنة عرف مسابقات خاصة بالمعتقلين الأحداث الذين شاركوا بنسبة 78 % من مجموع هذه الفئة، وأخرى بالنساء السجينات، اللواتي تجاوز عدد المشاركات منهن 2000 مشاركة". في مقابل ذلك، أبرز التامك أن مجموع السجناء المستفيدين من برامج التعليم ومحو الأمية والتربية غير النظامية والتكوين المهني في ارتفاع متزايد في السنوات الخمس الأخيرة، أي بزيادة تفوق 100% (ما يقارب 18000 مستفيد في الموسم الدراسي 2015-2016)؛ فيما عرف عدد الساكنة السجنية ارتفاعا خلال الفترة نفسها بنسبة 26%. وعرف الحفل تقديم عروض مسرحية وموسيقية وقراءات أدبية وشعرية من أداء النزلاء الفائزين في مختلف المسابقات الثقافية، بحضور كل من وزير التشغيل عبد السلام الصديقي، وادريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وأمينه العام محمد الصبار، وعز الدين بلماحي، منسق مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، إلى جانب عائلات النزلاء.