كشف محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن مجموع السجناء المستفيدين من البرامج التعليمية والتكوينية ارتفع خلال السنوات السبع الأخيرة أربع مرات بفضل الجهود المشتركة مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء والقطاعات الحكومية المعنية، وبفعل إعمال حكامة جيدة في إدارة هذه البرامج. وقال التامك في كلمته خلال افتتاح الحفل الفني الذي احتضنه مسرح محمد الخامس، يوم الأربعاء 9 دجنبر بالرباط، احتفالا باليوم الوطني للنزيل، أن «مجموع الأنشطة الثقافية والرياضية والدينية تجاوز السنة الحالية21 ألف نشاط»، حيث شاركت فيها الجمعيات ب600 نشاط، إضافة إلى مشاركة أزيد من 17 ألف سجين من مختلف الوضعيات الجنائية في برنامج شمل مسابقات ثقافية في مجال الشعر، والقصة القصيرة، والزجل، والخط العربي، والمسرح، والموسيقى، والأمثال والحكم، ومسابقات رياضية في كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة وكرة الطاولة والشطرنج، بالإضافة الى مسابقات دينية شملت تجويد وترتيل وحفظ القرآن الكريم، وكذا تفسير الحديث النبوي الشريف. وأوضح التامك أن «الجهود المبذولة لتكريس المؤسسة السجنية كفضاء لتهيئ السجناء للإدماج، مهما بلغت من النضج والتميز فإنها لن تؤدي الى تحقيق الأهداف المنشودة بمعزل عن إيمان الجميع بطاقات هؤلاء النزلاء المبدعين»، مضيفا أن السجن لا يفقد حرية النزلاء في الإبداع واستثمار الوقت للإنتاج الأدبي والفني، محذرا أن «يستقر حالهم على الإحساس بالإقصاء والتهميش». ودعا المتحدث نفسه إلى إفساح المجال للنزلاء لاحتضانهم و«تثمين ما يملكون من إبداعات للمصالحة التامة مع النفس ومع المجتمع، واستشراف المستقبل بأمل واعد في الإدماج»، قائلا : «حان الوقت لنقول يكفي السجون ما عانت من وصم بتفريخ الإجرام دونما اعتبار للجهود المبذولة لأنسنتها وتمكينها من أداء دورها التأهيلي والإصلاحي». واختتم التامك كلمته بالتأكيد على أن المندوبية العامة ستظل منفتحة على كل هؤلاء الشركاء وعيا منها بأهمية ذلك في الاستجابة لمتطلبات تهيئ السجناء للإدماج وتحسين ظروف اعتقالهم وكذا لانتظارات البلاد في مجال صون الحقوق والحريات، على حد قوله. وتخللت الحفل عروض مسرحية وموسيقية وفواصل من الشعر والنثر، وأهازيج فلكلورية أداها عدد من النزلاء والنزيلات من مختلف السجون المغربية، وزعت على إثرها شواهد وجوائز تقديرية تحفيزا لهم.